PARANORMALOGY
ليس الحديث عن الظواهر فوق الطبيعية بحديث جديد فهو قديم قدم الحضارات والانسان بشكل عام فالظواهر الخارقة هي ظواهر استثنائية تختلف عن الظواهر الطبيعية المألوفة وهي ظواهر نادرة الحدوث واحيانا قد تظهر في حياتنا كومضة خاطفة وتختفي واحيانا فنكون ممن يطلق عليهم بـ
( اصحاب القدرات الفائقة) وهذا المظهر بالذات هو الذي يجعل منها ظواهر ذات قيمة استثنائية تهتم بها اليوم الدول المتقدمة بالدراسة والتمحيص للوصول الى معادلاتها التكوينية واسبابها !!.
لقد اهتم الانسان بالظواهر الطبيعية الفيزيقيا اهتماما كبيرا وافرد للظواهر غير الطبيعية قسما في منظومته الفلسفية اطلق عليه ( الميتافيزيقيا) وهو قسم يهتم بمباحث ما وراء الوجود والعالم والزمان وموضوع الخلود والدين واللانهاية والغيبيات … الخ وكانت الظواهر غير الطبيعية التي تظهر في الافراد تدرس من باب السحر والسيمياء والخوارق دون تعليل علمي موثوق تعزى لقوى العالم السماوية او الكوكبية او الوثنية ولم تسلم الظواهر الطبيعية من تعليلات ملائمة لروح العصر الذي كان يسعى للتخلص من طوق الخرافة والاساطير و بمجيء عصر النهضة العلمية في أوروبا بدأ الانسان بدراسة ما يرى من ظواهر الطبيعة بشكل منهجي قوامه البحث المنطقي والعقلاني والحسي ، وبدأ بالتخلص من بعض المفاهيم الخاطئة ليستبدلها بمفاهيم مبنية على دراسة منهجية جديدة ، وبهذا نجح في تطوير علوم عديدة مثل الفيزياء والكيمياء والأحياء وغيرها ، ثم وصلت الحضارة العلمية الى ما وصلت أليه اليوم من تقدم مذهل حقا . ألا أن هذا الاهتمام الجدي الذي جعل الانسان يفهم الظواهر الطبيعية لم يرافقه ، للأسف ، اهتمام مماثل بدراسة الظواهر فوق الطبيعية والقدرات الخارقة بشكل علمي يجعلها تلقي بأنوارها على زوايا المعرفة التي لا تستطيع الظواهر الطبيعية إلقاء الضوء عليها ولم يبدأ مشروعه النهضوي للتخلص من بقايا الاعتقادات الخرافية في تعليل الظواهر تلك ، وربما أساء فهمها حين اراد كشف حقيقتها بالمختبرات والمعادلات الكيمائية والاختبارات المتعددة على اناس يملكون مثل تلك القدرات كما حصل لميخايئلوفا التي كانت ضحية المختبرات الروسية في عصر ستالين ، وربما في بيئتنا العربية لازال الكثير يحمل في جعبته قدرات فائقة يخاف من ان تعرف عنه كي لا يكون ضحية مماثلة والأدهى والأمر ان أناس لا يملكون ضميرا حيا يعملون باسم الظواهر الخارقة في شفاء الناس ومداواة آلامهم ومغلفين قدراتهم باسم الدين فأصبحوا (بركة ودراويش)
ان ما يتميز به الإنسان بذاته أمر يستحق الوقوف والتأمل في عوالمه اللانهائية الواسعة و الكبيرة ، يقول الدكتور راجح الكردي في بحثه عن نظرية المعرفة :لقد أخطأت الفلسفة عموما في فهم العقل، حيث قررت أن تبحث في مكان المعرفة العقلية أهي في العقل أو لا؟ وأين موضع هذا العقل هل هو المخ أو الدماغ؟ وهذا الخطأ مترتب على تعريفهم للنفس وعلى القول بجوهرية العقل سواء كان مفارقا أو متصلا بالبدن.
والقرآن في نظرته للمعرفة العقلية، لا يجعل العقل جوهرا بل يجعله عرضا أو صفة مميزة للإنسان ذلك أن الإدراك وظيفة الروح سواء كان الإدراك عقلياً أو حسياً، ولا يمكن حصر الإدراك بصورة دقيقة في جزء معين دون غيره في الإنسان، لان الإنسان مخلوق من مادة وروح، وتعمل كينونته الإنسانية بشكل متكامل ومتناسق وبسر لا يعلمه إلا الله سبحانه. وإن كان لنا ثمة علم فلا يعدو أن يكون وصفا لهذا الإدراك .
هناك بعض المعلومات المهمة التي يجب ان نعرفها اولا حين ندخل موضوع الخوارق وعلم الباراسايكلوجية فما يجب معرفته قبل كل شيء هو ان دماغ الإنسان يتكون من نصفين ايمن وأيسر، حيث يسيطر النصف الأيمن على وظائف الإنسان اللاإرادية ويتكون من وحدة المنطق التي تنظم حياتنا عن طريق اتخاذ القرارات المتناسبة مع استنتاجات العقل الذي يقدمها بناءً على مقارنة مجموعة من المعطيات سويةً فهناك نصف مسؤول عن النطق واللغة والرياضيات والمنطق والاستدلال وأخر مسؤول عن الوظائف العاطفية والشعورية العالية وقد ظهر في القدم ان هناك قوى ادراكية مجاورة سميت ( حدسا ) وان هناك قوى مؤثرة خارج الحدود السببية سميت بـ
( الخوارق ) واذا رجعنا إلى البيئة الإسلامية نجد ان الظواهر الروحية والخوارقية الباراسايكولوجية تنبع من الأيمان والاعتقاد السليم في الخالق المؤثر ( الله ) ، وللإسلام معايير دقيقة جدا في تميز ما هو إيماني مما هو غير إيماني ، الا ان الظواهر الباراسايكولوجية لا تتمعير ضمن هذا الباب فقط ، فكثير من الغربيين يملكون قدرات لا علاقة للأيمان بها وهو امر درس بشكل علمي بعيدة عن التأويلات الغيبية والخرافية خاصة بمنظور الكثير من الشرقيين الذي يتعلق بالمس او الجن او القوى الشريرة … الخ .
لقد بقي اهتمام الإنسان بشكل عام بالظواهر الطبيعية وما فوق الطبيعة اهتماما سطحيا حتى مجيء عصر النهضة العلمية في أوروبا حيث بدأ الإنسان بدراسة ما يرى من ظواهر الطبيعة بشكل منهجي دقيق ، وبدأ بالتالي بالتخلص من كثير من مفاهيمه الخاطئة عن هذه الظواهر ليستبدلها بمفاهيم مبنية على دراسة منهجية ، وبهذا نجح في تطوير علوم عديدة مثل الفيزياء والكيمياء والأحياء وغيرها ، حتى وصلت الحضارة إلى ما وصلت أليه اليوم من تقدم مذهل حقا. الا أن هذا الاهتمام الجدي الذي جعل الإنسان يفهم الظواهر الطبيعية لم يرافقه ، للأسف ، اهتمام مماثل بدراسة الظواهر فوق الطبيعية والقدرات الخارقة بشكل علمي يجعلها تلقي بأنوارها على زوايا المعرفة التي لا تستطيع الظواهر الطبيعية إلقاء الضوء عليها .
ان الظواهر الخارقة هي ظواهر استثنائية تختلف عن الظواهر الطبيعية على الأقل لكونها ظواهر نادرة وغير مألوفة ، إلا أن هذا المظهر بالذات هو الذي يجعل منها ظواهر ذات قيمة استثنائية للعلوم المختلفة. اذ أن من يتتبع أن المعارف العلمية المختلفة كثيرا ما تطورت نتيجة لدراسة ظواهر نادرة الحدوث لاحظها العلماء مصادفة خلال دراستهم لظواهر أخرى مألوفة .
ويصنف العلماء الظواهر الخارقة إلى صنفين رئيسيين هما: التحريك الخارق او السايكوكينيزيا والإدراك الحسي الفائق Psychokinesis .
الإدراك الحسي الفائق : Extrasensory Perception بالرغم من أن هذا المصطلح كان قد استخدم لأول مرة في منتصف العشرينات فان استخدامه بشكل واسع لم يبدأ ألا بعد أن نشر جوزيف راين في عام 1934 م كتابه المشهور الذي أسماه باسم هذه الظواهر “أي الإدراك الحسي الفائق” الذي تضمن حصيلة سنين من تجاربه العلمية على هذه الظواهر في جامعة ديوك . لقد كان لهذا الكتاب تأثير كبير على الوسط العلمي حيث ساعد في التعريف بهذه الظواهر وبين كيفية إخضاعها للبحث العلمي باستخدام أساليب ومناهج البحث العلمية التقليدية .
تقسم ظواهر الإدراك الحسي الفائق إلى ثلاثة أنواع :
أولا: توارد الأفكار( التلباثي ) Telepathy وهي ظاهرة انتقال الأفكار والصور العقلية بين شخصين من دون الاستعانة بأية حاسة من الحواس الخمس . لقد اهتم الباحثون بهذه الظاهرة بشكل استثنائي فاستحوذت على أكبر نسبة من البحث التجريبي الذي قام به العلماء على الظواهر الباراسكولوجية. ويعتقد غالبية العلماء أن توارد الأفكار هي ظاهرة شائعة بين عدد كبير نسبيا من الناس العاديين الذي ليست لهم قدرات خارقة معينة . وفعلا نجد أن معظم الناس يعتقدون أن حوادث قد مرت بهم تضمنت نوعا من توارد الأفكار بينهم وبين أفراد آخرين . والملاحظة المهمة التي لاحظها العلماء من تجاربهم هي أن هذه الظاهرة تحدث بشكل أكبر بين الأفراد الذين تربط بينهم علاقات عاطفية قوية ، كالأم وطفلها والزوج وزوجته .
ثانيا: الإدراك المسبق ( التنبؤ بالمستقبل ) :هو القدرة على توقع أحداث مستقبلية قبل وقوعها. هنالك قدرة شبيهة بالإدراك المسبق تعرف بالإدراك ألاسترجاعي Retrognition يقصد به القدرة على معرفة أحداث الماضي من دون الاستعانة بأي من الحواس أو وسائل اكتساب المعلومات التقليدية . وقد ورد بعضا منها في كتاب ( نوستراداموس ) ولما كانت الفيزياء الحديثة تعد “الزمن” بعدا رابعا الى الأبعاد الثلاثة (x.y.z ) التي تتحرك فيها الأجسام وتتشكل منها فان العديد من علماء الباراسايكولوجيا يعتقدون أن هاتين الظاهرتين تمثلان ” تجاوزا أو تغلبا ” على حاجز الزمن فالإدراك المسبق هو تجاوز الحاضر نحو المستقبل ، بينما الإدراك ألاسترجاعي هو حركة عكسية في بعد الزمن نحو الماضي .
ثالثا : الاستشعار Chairsentience : هو القدرة على اكتساب معلومات عن حادثة بعيدة أو جسم بعيد من غير تدخل أية حاسة من الحواس، ورغم ان الباحثون يعدون ظواهر الإدراك المسبق تجاوزا لحاجز الزمن ، الا انهم يرون في الاستشعار تجاوزا لحاجز المكان . هذه الظاهرة أيضا هي من الظواهر التي تم إخضاعها لبحوث علمية مكثفة، ومن أشهر التجارب على هذه الظواهر تلك التي قلم بها عالمي الفيزياء(هارولد بتهوف ورسل تارغ ) في مختبرات معهد ( ستانفورد ) ، حيث تم اختبار قابليات أحد الأشخاص الموهوبين حيث كان يطلب منه وصف تفاصيل مكان ما ، بعد أن يعطي موقع المكان بدلاله خطي الطول والعرض، كان هذان الباحثان يختاران أماكن تحتوي على معالم لا توضع عادة على الخرائط لضمان أن لا يكون الشخص الذي تحت الاختبار قد شاهدها الشخص قادرا على وصف الكثير من هذه الأماكن بدقة شديدة أكدت امتلاكه لقدرات فائقة 0 وبالرغم من أن القدرات الباراسكولوجية تصنف إلى الأنواع التي جري ذكرها، وهذا التصنيف يعتمده معظم الباحثين في هذا المجال فان تصنيف هذه القدرات هو في الحقيقة أصعب بكثير مما قد يبدو عليه للوهلة الأولى .ان صعوبة تصنيف الظواهر الباراسكولوجية يشير إلى تعقيد هذه الظواهر ومحدودية المعرفة العلمية عنها حاليا. بل أن الأصناف أعلاه إذا كنت تشمل الغالبية العظمي من الظواهر الباراسكولوجية المعروفة فأنها في الواقع لا تغطي كل تلك الظواهر
ان مما لا شك فيه أن قدرات خارقة مثل تلك التي تم التطرق أليها أعلاه هي مما يثير اهتمام الناس ، والباحثين والأشخاص المثقفين والبسطاء كذلك . . أما بالنسبة للاهتمام العلمي بهذه الظواهر فان هدفه الرئيسي أن تساعد مثل هذه الدراسات على مزيد من الفهم لأنفسنا والعالم الذي نعيش فيه والواقع أن أهمية هذه الظواهر وما يمكن أن تقدمه لفروع المعرفة العلمية المختلفة يبدو جليا من خلال اهتمام علماء من مختلف الاختصاصات بدراسة هذه الظواهر .
كما أبدى الباحثون اهتماما باستكشاف أماكن وضع مثل هذه القدرات تحت سيطرة الإنسان بشكل عام ، وهو أمر يمكن أن يأتي بفوائد كبيرة طبعا ن إذا كان هذا الحلم واقعيا . بل أن أهمية الظواهر الباراسكولوجية جعلت منها إحدى مجالات البحوث السرية التي قامت بها الدول خلال فترة الحرب الباردة وبالذات خلال السبعينات ن اذ كانت هناك دراسات كثيرة في المعسكرين الغربي والشرقي لبحث استخدام مثل هذه القدرات لأغراض تجسسية .
ان هناك مؤشرات كثيرة على أن علم الباراسايكولوجيا يمكن أن يكون العلم الواعد الذي ستقوم على أسسه الحضارة الإنسانية الجديدة.
في رأي ان الدكتور جمال نصار حسين المتخصص بالدراسات الباراسكولوجية والروحية لم يكن مصيبا حين اعتبر ان هذه الظواهر (الباراسكولوجية ) قرينة الاعتقاد الديني كما ذكر في الفقرة (1) في بحث عن الباراسايكولوجيا والذي نشره على الويب رغم إننا نتفق معه بما جاء بالفقرات الأخرى في بحثه حيث قال :-
أن هذه الظواهر الخارقة، التي انكب البحث الباراسايكولوجي في الغرب على دراستها بصورة شبه أكاديمية منذ القرن الماضي، لا تمثّل كل ما هنالك من خوارق يمكن ملاحظتها. وهذا أمر أثبتته الظواهر الخارقة التي تتميّز بها بيئتنا العربية المؤمنة. إن هذه الظواهر التي فات على الباراسايكولوجيا الغربية الإلتفات إليها، لفرط تشاغلها بما شبّت عليه من ظواهر، تتميّز بأنها:
1- ليست حكراً على أحد بمواصفات معيّنة حيث يستطيع كل أفراد النوع الإنساني القيام بها باستيفائهم لشروط ظهورها المرتبط حتماً بالسير على الطريق إلى الله.
2- لا تخضع لشرط اللاتكرارية المميّز للظواهر الخارقة النمطية حيث تحدث هذه الظواهر وقتما يشاء الباحث الذي يروم دراستها داخل المختبر وهي لذلك تمتاز بانضباطها التام بشروط المذهب التجريبي – الإختباري Emperical Experimentism.
3- لا تقتصر على تلك الظواهر الخارقة التي تم تثبيتها من قِبل دارسي الخوارق في الغرب على أنها تمثّل معظم، إن لم يكن كل، ما هنالك من ظواهر خارقة. فهي تمتاز بتنوّع مذهل يصل حد الإعجاز في التعدّد.
4- تتفوّق على مثيلاتها من الظواهر الخارقة التي درستها الباراسايكولوجيا المعاصرة بكونها الأعلى طاقة والأكثر خارقية حيث تتميّز هذه الظواهر بتشعُّب طاقة فريد وتنوّع مذهل يطالان كل مجالات تجلّيها وظهورها.
5- تحتوي كل الظواهر الخارقة التي نشأت في ظلّها الباراسايكولوجيا المعاصرة التي تعجز بدورها عن أن تحتويها كلّها جميعاً. فظواهر الباراسايكولوجيا الغربية يمكن ملاحظتها كلّها في البيئة العربية المؤمنة بينما لا نلاحظ في الغرب إلا نزراً يسيراً من الظواهر الخارقة لا يُقارن، كمّاً ونوعاً، مع الخوارق العربية المؤمنة.
صحيح ان علينا التميز بين الظواهر الشرقية منها عن الغربية لكن هل ننسى تجربة الشرق
( الآسيوي والتبتي والهندي والصيني ) كما نميزها عن الإسلامي لكن الظاهرة من حيث هي معطى حياتي لايمكن ان نستخدم معيارا واحدا لفهمها بل علينا جمع المعايير التي زخرت بها الحضارات الإنسانية والأديان والأعراف والاعتقادات للخروج بنتيجة واحدة تملك قدرة تأويلية عالية المستوى ويكمل الدكتور قوله :-
إن الظواهر الخارقة التي تدرسها الباراسايكولوجيا العربية المؤمنة هي ظواهر إلهية Theistic Phenomena طالما كانت هذه الظواهر لا تحدث إلا بالتعرُّض للطاقة الإلهية من بعد الشروع بالسير بإخلاصٍ وتفانٍ على الطريق إلى الله؛ حيث يتعرَّض السائر على هذا الطريق لفيضٍ من الإكرام الخاص يفضُل التكريم العام الذي تفضّل به الله على بني آدم كلّهم مما يجعل من هذه الظواهر الملاحِقة له بمقدورها أن تُرغم العقل السليم على تدبّرها والتأمّل فيها ليصل من ثم، مُرغماً، إلى نتيجة واحدة مفادها أن وراء هذه الظواهر إلهاً هو بحق مَن عرّف له عن نفسه من قبلُ فقال على لسان رسوله الكريم صلّى الله تعالى عليه وسلّم: { إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي } طه / 14
وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ } الحج / 7 . والظواهر الخارقة التي تدرسها باراسايكولوجيا الغرب هي ظواهر غيبية Occult Phenomena لامحالة طالما كانت الطاقة المسؤولة عن ظهورها هي طاقة لا تنتمي، وفق تصنيف فيزياء الغرب المعاصرة، لهذا العالم الفيزيائي المحكوم بقوانين القوى الفيزيائية الأربع.
الامر الملفت للنظر ان القابالا Kabbalah ) ) والتي هي حكمة اليهود الروحية ، او الحكمة التي يتناقلها البشر منذ النبي ابراهيم ( عليه السلام) وفي بابل حصرا .. وان كانت حكمة شفوية الا انها ابدت اهتماما كبيرا بالنواحي الخوارقية والسحرية وغير الطبيعية للانسان ، وعملية التأثير على الطبيعة بواسطة الارقام وقرأة الكف والفنجان واوراق التاروت وعلم التنجيم والفراسة وغيرها من العلوم وهي بذلك تقوم بعملية قرأة العالم وفق نظرية مفادها ( روحنة العالم ) فكل شيء بنظر القابالا يتألف من روح ومادة اما المادة فقوانينها معروفة واما الروح فهي المتحكمة بالمادة ، وعليه متى اثرنا على الروح نؤثر على المادة بدورنا لان الذي يحكم في النهاية الروح وليس المادة.وهذا ما ينافي ومنهج نصار بالتأكيد لانها في نظره غير مؤمنة لكنها الظواهر التي يدرسها الغرب وان الحكمة الثيصفية والقابالية والهرمسية حاضرة كظواهر فوق طبيعية او باراسايكولوجية وليست باعتبارها احد اشكال الخداع او الدجل الممنهج بل هي حقائق تستحق القوف طويلا وتستحق الدراسة ليس من معيار الايمان وعدمة بل بمعيار الحقيقة وعدمها.
ان الظواهر تلك تستدعي منا الوقوف امامها طويلا متفكرين في اسبابها ونتائجها الحياتية وان لا ندعها تستحوذ على منهاجنا الحياتي والمنطقي لان لكل عالم حدود وقيم في العمل والتأثير يقول ديمتري أفييرينوس في بحثه العلم والروحانيات إن السبب الأوحد الذي يضطرنا إلى الحديث عما يدعى “خوارق”، تندرج اليوم فيما بات يسمى بـ”البارابسيكولوجيا” Parapsychology، هو التذكير بوجود قوى في الطبيعة، لا تطالها أجهزة العلم وأدواته، قد تظهر في المختبرات لدى بعض الناس ممَّن تقترب قدراتهم النفسية psychic powers الكامنة من “السطح” أكثر من غيرهم. فالإقرار بوجود مثل هذه القدرات يزعزع قليلاً الموقف المادي المتصلب الساذج القائل بأن الدماغ يفرز الفكر كما تفرز الكبد الصفراء! .
ملخص المنشور
- ان الظواهر تلك تستدعي منا الوقوف امامها طويلا متفكرين في اسبابها ونتائجها الحياتية وان لا ندعها تستحوذ على منهاجنا الحياتي والمنطقي لان لكل عالم حدود وقيم في العمل والتأثير يقول ديمتري أفييرينوس في بحثه العلم والروحانيات إن السبب الأوحد الذي يضطرنا إلى الحديث عما يدعى “خوارق”، تندرج اليوم فيما بات يسمى بـ”البارابسيكولوجيا” Parapsychology، هو التذكير بوجود قوى في الطبيعة، لا تطالها أجهزة العلم وأدواته، قد تظهر في المختبرات لدى بعض الناس ممَّن تقترب قدراتهم النفسية psychic powers الكامنة من “السطح” أكثر من غيرهم.
- Z ) التي تتحرك فيها الأجسام وتتشكل منها فان العديد من علماء الباراسايكولوجيا يعتقدون أن هاتين الظاهرتين تمثلان ” تجاوزا أو تغلبا ” على حاجز الزمن فالإدراك المسبق هو تجاوز الحاضر نحو المستقبل ، بينما الإدراك ألاسترجاعي هو حركة عكسية في بعد الزمن نحو الماضي .
- هنالك قدرة شبيهة بالإدراك المسبق تعرف بالإدراك ألاسترجاعي Retrognition يقصد به القدرة على معرفة أحداث الماضي من دون الاستعانة بأي من الحواس أو وسائل اكتساب المعلومات التقليدية .
- هو القدرة على توقع أحداث مستقبلية قبل وقوعها.
- 2- لا تخضع لشرط اللاتكرارية المميّز للظواهر الخارقة النمطية حيث تحدث هذه الظواهر وقتما يشاء الباحث الذي يروم دراستها داخل المختبر وهي لذلك تمتاز بانضباطها التام بشروط المذهب التجريبي – الإختباري Emperical Experimentism.
اكتشاف المزيد من شريف هزاع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

