تتبع خطوات ميرلين – ج6 –

 4. Birth of a King: ولادة ملك
القسم الرابع من كتاب جوردون سترونج اعتبره جزء من التاريخ الإنكليزي لولادة الارثرية كصيغ مغلفة بالاساطير والحكايات السحرية الرائعة التي استلهم منها كل صناع الأفلام التي تتناول التنانين والاساطير الإنكليزية القروسطية لانها مادة خصبة جدا ومؤثرة وتشدنا رغم انها لامنطقية ولا عقلانية وغير حقيقية الا انها ممتعة بشكل كبير ، لكن في البدأ هنا استعرض مادة الفصل هذا الذي ينقله الكاتب لنا ، وبراعته في ربط القصص الأسطورية مع ابعاد عميقة جدا في الفكر البشري الي اعتمد وقتها على المعطى الأسطوري في نسج الأمور الواقعية واهمها (تثبيت السلطة والتاج الملكي) واظن ان العديد من الشعوب تجتر او تلوك بدرجة او أخرى نفس الشيء فكثير من الشعوب ولا اخص أي منها تقتات على اساطيرها وخرافاتها فهي بحاجة الى ولادة البطل الأسطوري – المخلص – لكي تخفي دموع الهزيمة التي تعيشها الان ، وان كان تستهجنه بالظاهر او يرفض عقلاء القوم هذا الا ان التيار الشعبي يريد بصيصا من الامل الميتافيزيقي ليستحمل الامه وبؤسه ، ولافرق عندي ممن خلق من ماضيه الحقيقي اسطورة من الذي واقع تحت تاثير الاسطورة غير الحقيقية ، فكلاهما بقتات على الاسطورة كمخلص وليس الاسطورة كفكر محرك ، فالفرق في استخلاص الرموز المؤسسة للفكر او توظيف معاني الاسطورة في البناء وليس البكاء ، او لنقل كما قال الفيلسوف الالماني هيجل:- ان اللاعقلانية شكل من اشكال العقلانية برأي ان الأسطورة تستخدم عند السلطة كمحرك مؤثر في تأسيس القوى بكافة اشكالها والتأثير على العقل المجتمعي في ان يسير وفق ذلك الخط ولايخرج عنه ، فكيف بنا لو مزجنا السحر والساحر والتعاويذ والقوى والعناصر والتنانين والحروب الباطنية ودولة الخفاء الحاكمة ودولة الظل المحركة …الخ سيكون ذلك مشوقا لو كشفنا جزء منه رغم اننا في باحة الحكاية ولم ندخل البلاط لمواجهة حقائقنا وزيفنا .. لنرجع الى الملك فورتيجرن الذي نصحه ميرلين بتجفيف البركة تحت البرج لابطال سحر الهدم المتكرر وبزوغ اسم ميرلين كمستشار روحي وكبير السحرة او الساحر الأوحد في المملكة الإنكليزية التي تقاوم الساكسون ، مات الملك وجاء غيره ثم جاء الملك اوثر اب الملك ارثر الذي تدور كل حكاية ميرلين مع ذلك الصبي الذي تعلم فنون السحر على يديه .. وهنا اقف قليلا على التنين الذي بدا مع ميرلين وقصة برج القلعة.. في الراي القديم يقال ان التنانين لها قدرات خارقة وقوية جدا وهي يمكن ان تتحكم بالعناصر الأربع النار الهواء الماء التراب وتعتبر مخلوقات شرسة وقوية لايمكن ترويضها بسهولة وتحتاج الى قوى سحرية كبيرة للسيطرة عليها وهي بدورها تقدم لمن سيطر عليها العديد من الطاقات السحرية والقدرات الروحية الكبيرة التي لايعرفها…الخ وهنا تجد التصوير الارثري للتنين لايخرج عن كونه رمزا للقوة والسلطة والملك والتاج والمملكة والنفوذ والحكم وهذا لايرفضه ميرلين الا انه يرى ابعاد اخرى من مفهوم التنين فهو السحر والحكمة والتحولات الداخلية والخارجية والتطور الروحي..كما انه يرجع الى ان التنين كان ترسيخا لدعامات عرش الساحر وملكه ايضا..فالكاتب يفاجئنا بامر غريب هو:- ميرلين يريد ان يكون ملك بريطانيا !!! يعتقد أن ميرلين كان لديه صلة بالتنانين وقادر على استخدام قوى التنين ، واعان الملك ارثر في كثير من الأمور بتطويع طاقات التنين. وهذا يثير عندي نقطة هامة ان سحر ميرلين يمكن ان يكون استخدام لطاقات التنين وان لفظ سحر وساحر مجاز او استعارة بلغة ذلك العصر.. هنا اشير الى ان الملك اوثر كان يسمى اوثر بيندراجون رأس التنين Pendragon (Dragon’s Head) والتنين عند أصحاب النفوذ يعني السلطة و القوة والنفوذ كما نوهت أعلاه الا انه عند السحرة امر اعمق من هذا السطح ، كان ميرلين يعتقد ان في دم اوثر نسب يرجع الى انتلانتس وبعيد قليلا عن ليموريا لان بيندراجون وهذه المصطلحات الباطنية لها وقع جاد عند ميرلين ويفهمها غير الاخرين ، فهناك مجموعة البيندراجون التي هي مجموعة المحاربين من كوكب دراجون .. أخيرا اوثر الملك هزم الساكسون ترأس وليمة لندن الكبرى التي هي احتفال بالنصر ، وانتصر بيندراجون.. أخيرا جاء ارثر الملك. التنين الذي هو صراع سلطوي لن يغادر البلاط ، جزء منه اخت ارثر غير الشقيقة اسمها مورغان لو فاي التي تكن له كره كبير وارادت الإطاحة به مراراً وتكراراً من اجل الاستحواذ على السلطة ، وهي ساحرة ليست هينة بالمرة ، وكان السحر جزء من البلاط الملكي استخدمه السحرة اما لمساعدة الملك على تثبيت ملكه وإنجاز المهام الصعبة ومساعدته في المعارك والقضاء على الأعداء او على محاولة قتله واعتلاء العرش ، وكان لميرلين دور سحري بارز في مساعدة الملك ارثر على امرين ذات أهمية رمزية هي:-

البحث عن الكأس المقدس الحصول على السيف المقدس كما كان له دور كبير في جمع فرسان المائدة المستديرة التي تضم فرسان اشداء ونبلاء وبعضهم تربى على فنون السحر على يد ميرلين نفسه . لكن رغم ذلك كان ارثر يعلم بشكل قطعي خطورة السحر والسحرة ويخالجه شك انه يمكن ان يشكلو عليه خطرا ، وقيل انه قام بإخفاء كتاب ميرلين السحري لانه يشكل خطر عظيما ليس عليه فقط بل على من يطالعه ويمارس السحر حسب وصاياه ، لكن الساحر بليز اعان ميرلين على استرجاع كتابه ، كما كان لبليز دور هام في مساعدة الملك ارثر في هزيمة مورغان لو فاي.. الدراما الرائعة في اسطورة ميرلين هي الأغاني السبع التي قيل انه كتبها على أوراق البلوط وقيل ان الأغاني السبع كانت تنبؤات ميرلين والتي كانت مخبأة في مكان سري لايعرفه احد ، لكن لا احد يعرف على وجه اليقين محتوى الأغاني السبع تلك فقط قالو انها تتنبأ بتاريخ بريطانيا ، وهنا اشير انه علينا ان نميز بين هذا وبين الكلمات السبع السحرية لميرلين فهي موضوع مختلف تتعلق بفنونه السحرية وليس بتنبؤه ، قيل ان تلك الأوراق السبع كانت تحتوي على :- 1- صعود وسقوط مملكة الملك أرثر 2- ولادة الملك أرثر 3- موت الملك أرثر 4- البحث عن الكأس المقدسة 5- خيانة لانسلوت للملك أرثر 6- معركة كاملان 7- نهاية العالم وتبقى الاغاني السبع لميرلين لغز كبير لم يتم اكتشافه والعثور عليه تريد ان تؤكد لنا ان المستقبل امر غير مؤكد وقطعي وان هناك قوى اكبر من قدرتنا هي التي تحدد ذلك.. اما الكلمات السبع فهي بحث اخر .. قال ميرلين :- الحكمة لا تأتي من الكلمات وحدها، بل من الاستماع لصوت الطبيعة والتأمل في أسرارها..

ملخص المنشور

  • القسم الرابع من كتاب جوردون سترونج اعتبره جزء من التاريخ الإنكليزي لولادة الارثرية كصيغ مغلفة بالاساطير والحكايات السحرية الرائعة التي استلهم منها كل صناع الأفلام التي تتناول التنانين والاساطير الإنكليزية القروسطية لانها مادة خصبة جدا ومؤثرة وتشدنا رغم انها لامنطقية ولا عقلانية وغير حقيقية الا انها ممتعة بشكل كبير ، لكن في البدأ هنا استعرض مادة الفصل هذا الذي ينقله الكاتب لنا ، وبراعته في ربط القصص الأسطورية مع ابعاد عميقة جدا في الفكر البشري الي اعتمد وقتها على المعطى الأسطوري في نسج الأمور الواقعية واهمها (تثبيت السلطة والتاج الملكي) واظن ان العديد من الشعوب تجتر او تلوك بدرجة او أخرى نفس الشيء فكثير من الشعوب ولا اخص أي منها تقتات على اساطيرها وخرافاتها فهي بحاجة الى ولادة البطل الأسطوري – المخلص – لكي تخفي دموع الهزيمة التي تعيشها الان ، وان كان تستهجنه بالظاهر او يرفض عقلاء القوم هذا الا ان التيار الشعبي يريد بصيصا من الامل الميتافيزيقي ليستحمل الامه وبؤسه ، ولافرق عندي ممن خلق من ماضيه الحقيقي اسطورة من الذي واقع تحت تاثير الاسطورة غير الحقيقية ، فكلاهما بقتات على الاسطورة كمخلص وليس الاسطورة كفكر محرك ، فالفرق في استخلاص الرموز المؤسسة للفكر او توظيف معاني الاسطورة في البناء وليس البكاء ، او لنقل كما قال الفيلسوف الالماني هيجل.
  • هنا اشير الى ان الملك اوثر كان يسمى اوثر بيندراجون رأس التنين Pendragon (Dragon’s Head) والتنين عند أصحاب النفوذ يعني السلطة و القوة والنفوذ كما نوهت أعلاه الا انه عند السحرة امر اعمق من هذا السطح ، كان ميرلين يعتقد ان في دم اوثر نسب يرجع الى انتلانتس وبعيد قليلا عن ليموريا لان بيندراجون وهذه المصطلحات الباطنية لها وقع جاد عند ميرلين ويفهمها غير الاخرين ، فهناك مجموعة البيندراجون التي هي مجموعة المحاربين من كوكب دراجون .
  • التنين الذي هو صراع سلطوي لن يغادر البلاط ، جزء منه اخت ارثر غير الشقيقة اسمها مورغان لو فاي التي تكن له كره كبير وارادت الإطاحة به مراراً وتكراراً من اجل الاستحواذ على السلطة ، وهي ساحرة ليست هينة بالمرة ، وكان السحر جزء من البلاط الملكي استخدمه السحرة اما لمساعدة الملك على تثبيت ملكه وإنجاز المهام الصعبة ومساعدته في المعارك والقضاء على الأعداء او على محاولة قتله واعتلاء العرش ، وكان لميرلين دور سحري بارز في مساعدة الملك ارثر على امرين ذات أهمية رمزية هي.
  • لنرجع الى الملك فورتيجرن الذي نصحه ميرلين بتجفيف البركة تحت البرج لابطال سحر الهدم المتكرر وبزوغ اسم ميرلين كمستشار روحي وكبير السحرة او الساحر الأوحد في المملكة الإنكليزية التي تقاوم الساكسون ، مات الملك وجاء غيره ثم جاء الملك اوثر اب الملك ارثر الذي تدور كل حكاية ميرلين مع ذلك الصبي الذي تعلم فنون السحر على يديه .
  • – ان اللاعقلانية شكل من اشكال العقلانية برأي ان الأسطورة تستخدم عند السلطة كمحرك مؤثر في تأسيس القوى بكافة اشكالها والتأثير على العقل المجتمعي في ان يسير وفق ذلك الخط ولايخرج عنه ، فكيف بنا لو مزجنا السحر والساحر والتعاويذ والقوى والعناصر والتنانين والحروب الباطنية ودولة الخفاء الحاكمة ودولة الظل المحركة .

اكتشاف المزيد من شريف هزاع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.