انثربولوجيا الملح ورمزيته

 

الأصدقاء الاكارم أتمنى ان تثرو بتعليقاتكم على هذا المقال بأي شيء من الفلكلور او العادات والتقاليد المتوارثة التي تذكرونها.. يشكل الملح رمزية ملحوظة خلال استقراء خطه الوجودي منذ ظهوره حتى الان ، وانا اجد ان التاريخ الذي ذكر (6000 قبل الميلاد) حول انتاج الملح احد الركائز الهامة التي تقدم لنا قدمه ، الا انه رصد حالة انتاج قبله طلب ، وهذا يدل على انه سبق ولادة المنجم واستخلاص الملح ، طلب واستهلاك بشري له. وتعود أقدم الآثار الموثقة لاستخدام الملح إلى ذلك التاريخ ، حيث تم استخراج الملح من الماء المتبخر من قبل حضارات مثل رومانيا والصين والمصريين والعبرانيين والهنود واليونانيين والحثيين والبيزنطيين. يُظهر التاريخ أن الملح جزء كبير من الحضارات اذن الملح اقدم 6000 سنة قبل الميلاد ، وربما هو كان استخداما فرديا قبل الشكل الجمعي كما هو ملاحظ في قصة النيء والمطبوخ الذي دفع الانثربولوجي الكبير كلود ليفي شتراوس ان يفرد الجزء الأول من كتابه اسطوريات تحت اسم (النيء والمطبوخ) وعليه فالملح برأي هو احد اشكال انتصار الثقافة على الطبيعة كما فعل الطبخ. ان تفعيل حاسة الذوق كان احد اهم الثورات التي أجبرت الانسان من استكشاف وتطوير احد الحواس الخمس ، الملح كما النيء والمطبوخ كان برأي خروجاً من المشترك الحيواني الى صنع الماهية الإنسانية المفارقة المنفردة وهنا بدأ انتصار الثقافة على الطبيعة. اكتسب الملح أهمية كبيرة وهذا ماجعله يتداخل في مفاصل كثيرة نجدها واضحة في الأديان والمعتقدات والاستخدامات المتعددة والرمزية المرتبطة بالملح واستخداماته. شيء من رمزية الملح في بعض الحضارات والديانات.. للملح اهمية بالغة فقد استخدم في بعض الحضارات القديمة في التحنيط كما انه يستخدم في اكثر من حضارة او مدنيات كشكل من اشكال الحماية ودفع الأرواح الشريرة وتداخل الملح مع كثير من مفاصل الحياة فلقد استخدم الملح في مراسم الجنازة من قبل الفراعنة في مصر القديمة وفي الهند والرومان واليونانيين والبوذيين والعبرانيين ، وكان يمثل عامل تطهير. واحتل الملح في اكثر من موضع ذكرا في التوراة اوله كان تحول امرأة لوط الى عامود من الملح كلعنة لانها نظرت الى سدوم وعمورة. وفي سفر الملوك الثاني اشير الى استخدام الملح في التطهير باستخدامه لتنقة وتطهير الماء. والملفت كان في سفر حزقيال ، حيث يقدم لنا طقسا هو: فرك الملح على الأطفال حديثي الولادة للتطهير وجلب البركات والوفرة في حياتهم. وايضا مع حزقيال نجد انه ذكر فيه ان الرب أمر الإسرائيليين باستخدام الملح لتتبيل قرابينهم. كما كان قدماء الرومان والإغريق والمصريين يقدمون الملح والماء كوسيلة لاستدعاء الآلهة. وقديما كان اليونانيون يستخدمون الملح للاحتفال بالقمر الجديد ويلقى به ابان الاحتفال داخل السنة اللهب. ويستخدم الملح في مراسيم الزواج في الهندوسية. وكان للحيثيون الها للملح كما استخدم لخلق الشتائم واللعنات. للملح مركزية في البوذية فهو مبدد الأرواح الخبيثة والشريرة كما انه ينثر على الكتف الايسر بعد مغادرة الجنازة ليمنع الأرواح الشريرة من دخول المنزل. لو رجعنا الى الأساطير الإسكندنافية ، سنجد ان العالم والالهة ولدت من كتلة جليدية ذات طبيعة مالحة ، قامت البقرة (ادهوملا) بلحس الجليد المالح فولدت الكائنات. اما حضارة الأزتك فكانت تبجل الملح وله الهة للخصوبة والمياه المالحة والملح . في الشنتو يستخدم الملح في صنع اوعية من الملح لطرد الأرواح الشريرة. مقاتلي السومو يثنرون الملح في وسط الحلبة إشارة منهم على بدء طقس التطهر وطرد الأرواح الخبيثة وهو تقليد من الشنتوية. تعتبر الشنتوية ان الملح يقدم للالهة تعبيرا على الإخلاص. الاقوام السلافية القديمة كانو يقدمون الخبز والملح كتعبير بالغ الاحترام والكرم للضيف. وفي العصور القديمة (قبل الوسطى) كان الملح يكرس في الطقوس. ونقف مع المسيح:- أنتم ملح الأرض وبولس الرسول :- ليكن حديثك دائمًا مليئًا بالنعمة ، ومحنكًا بالملح “. والرسول محمد صلى الله عليه وسلم قال:- خير ادامكم الملح.

ملخص المنشور

  • للملح اهمية بالغة فقد استخدم في بعض الحضارات القديمة في التحنيط كما انه يستخدم في اكثر من حضارة او مدنيات كشكل من اشكال الحماية ودفع الأرواح الشريرة وتداخل الملح مع كثير من مفاصل الحياة فلقد استخدم الملح في مراسم الجنازة من قبل الفراعنة في مصر القديمة وفي الهند والرومان واليونانيين والبوذيين والعبرانيين ، وكان يمثل عامل تطهير.
  • يُظهر التاريخ أن الملح جزء كبير من الحضارات اذن الملح اقدم 6000 سنة قبل الميلاد ، وربما هو كان استخداما فرديا قبل الشكل الجمعي كما هو ملاحظ في قصة النيء والمطبوخ الذي دفع الانثربولوجي الكبير كلود ليفي شتراوس ان يفرد الجزء الأول من كتابه اسطوريات تحت اسم (النيء والمطبوخ) وعليه فالملح برأي هو احد اشكال انتصار الثقافة على الطبيعة كما فعل الطبخ.
  • يشكل الملح رمزية ملحوظة خلال استقراء خطه الوجودي منذ ظهوره حتى الان ، وانا اجد ان التاريخ الذي ذكر (6000 قبل الميلاد) حول انتاج الملح احد الركائز الهامة التي تقدم لنا قدمه ، الا انه رصد حالة انتاج قبله طلب ، وهذا يدل على انه سبق ولادة المنجم واستخلاص الملح ، طلب واستهلاك بشري له.
  • ان تفعيل حاسة الذوق كان احد اهم الثورات التي أجبرت الانسان من استكشاف وتطوير احد الحواس الخمس ، الملح كما النيء والمطبوخ كان برأي خروجاً من المشترك الحيواني الى صنع الماهية الإنسانية المفارقة المنفردة وهنا بدأ انتصار الثقافة على الطبيعة.
  • واحتل الملح في اكثر من موضع ذكرا في التوراة اوله كان تحول امرأة لوط الى عامود من الملح كلعنة لانها نظرت الى سدوم وعمورة.

اكتشاف المزيد من شريف هزاع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.