ملخص المنشور
- في مكان اخر يبين الكاتب طبيعة ميرلين المزدوجة والصراع الظاهري بين العقل واللاعقل الذي هو جزء من الصراع الداخلي الذي يحتدم داخل صدره وهو الذي كان يغذي سحره ، فيصبح تجسيد القطبية السحرية ، واذا بنا في مواجهة كم اخر من المفاهيم الأسطورية والتاريخية والنفسية والشخصيات ويقارن الكاتب بين ميرلين والعديد من الشخصيات التي اسقطت عليه لفهمه او لتنوع دوره ولا يستبعد الكاتب ادخال القصص الأسطورية والفانتازية الغريبة عن الأماكن التي هي ذات قدسية مثل جلاستونبري المدينة البريطانية التي يعتقد ان فيها بوابة توصلنا الى جزيرة افالون السحرية – مكان اسطوري يقال انها تقع في غرب إنكلترا – التي يعيش فيها الملك ارثر بعد موته ولايمكن الوصول الى هذه البوابة الى بطقوس سحرية يعرفها ميرلين في وسط جزيرة أفالون بوابة الجنيات والعالم السفلي ويقارن كل ذلك مع الفكر الاسكندنافي او البريطاني السلتي القديم والتوتوني .
- من هنا بدأت القصة – كيف بدأت القصة؟ دارت صراعات كبرى ومعارك بين الوافدين الى بريطانيا وبين البريطانيين ابان ملك فورتيجرن الملك ، وقد هرب فورتيجرن غربا لبناء قلاع على منحدرات صخرية لكن في كل صباح يجدو ان كل اعمال البناء تنهدم ، فاخبر السحرة الكبار الملك ان يبحث عن ولد غير شرعي ليس له اب ترعاه الجنيات ، يجب ان يضحى به ويرش دمه على المكان حينها سيتم فك السحر ، هذا الصبي اسمه امريس او ميردين او ميرلين ، فامر الملك بالبحث في كل مكان عن صبي بهذه المواصفات .
- الخ نحن كل هؤلاء السحر معا كما ميرلين نفسه نخلق اسطورتنا ونعيشها ، لازلنا نسيء مطالعة الحقائق ونفكر داخل الصندوق ساستعير هنا مصطلح رائع للكاتب نويل ايستود من كتابه Self Hypnosis – Tame Your Inner Dragons Clinical and Psychic Use of Trance في فهم التنين ليس على انه تنين خارجي وكيان طاقي بل على انه تنين يقبع فينا يمثل دواخلنا وعقدنا ومشاكلنا ومخاوفنا ، لايمكننا ان نتواصل مع التنين الخارجي كطاقة – المفترض تحت هذا الاسم والمصطلح – مالم نروض ونتفهم ونتخلص ونوقف تأثير واستفحال تنينا الداخلي ، وميرليننا يتغذى على احد هذه التنانين اما ذلك الذي علينا تجاوزه ومعالجته او ذلك الذي علينا تنميته وابرازه كطاقة سميت قديما سحر وسمها الان باي اسم تشاء .
- راي الشخصي ماذا لو اننا الان تجاوزنا الأسطورة وتكلمنا عن ميرلين الانسان والساحر ؟ فالحكاية تلك تتجاوز اطارها المنطقي والعقلاني ، والسحر وفق النظرة الميرلينية او الارثرية حكاية خيالية عززت دور وظيفي محدد في تاريخ البشرية ان كانت عن ميرلين او غيره ، فيها جواب عن أسئلة الحيرة التي هي لاتريد جوابا منطقيا او واقعيا ، فكان الوهم او الخيال جزء من صيرورة الواقع واستمراره المتشكل بابعاد خارقة للطبيعة وقوانين الوجود.
- نحن كما ميرلين وقعنا تحت تأثير الازدواجية في طبيعتنا البشرية وطموحها السماوي فوق الطبيعي ونقع تحت تأثير خطاب ميرليننا الداخلي في بعض الظروف او المواقف ، نحن لانريد فهم عمق ميرلين بل دوما نلحقه بالساحر ، فنحن نقع بدائرة السحر ولانفهم اننا سحرة بدرجات متفاونة فكما انه الساحر الذكي يقف الساحر الابله والساحر الاحمق والساحر المتنبيء والساحر الشرس والساحر الوحش والساحر المحتال .
اكتشاف المزيد من شريف هزاع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

