تتبع خطوات ميرلين – ج8–

6. Divine Madness: الجنون الإلهي

في هذا الفصل نحن مع مساق اخر من الكتابة او الطرح وهو (ميرلين من الداخل) الصراع النفسي او لنقل أيضا ان الكاتب طرح لنا قضية هامة ان الصراع النفسي كان جزء من هوية ميرلين وصعوده ، ولكن ما لم يقله الكاتب هو لمسة الجنون الإلهية في شخصية ميرلين تسمى في البيئة العربية (الدرويش) أي انه هنا يخوض التجربة كصوفي وهو ماعالجه في احد الفصول حين اعطانا خصائص شخصية المتصوف وفرقها عن الساحر. هذا الفصل يحتوي على فقرات هي:- الموت والتغيير معالج البرية الشامان الوحش البري في هذا الفصل يرجع بنا الى معالجة شخصية المتصوف بتجربة او عيون ميرلين الذي دخل الصراع النفسي بين السلطة والنفس والمادة والقوة والانثى والعنصر الانثوي والسحر والحكمة والمنافسة والمؤامرة والموت والحياة والتناقض والازدواجية والصراع الداخلي بين ميرلين الملك وميرلين بلا مملكة او الذي يفقد مملكته …الخ لن اناقش كل فقرات الفصل هذا فهو يحتوي على الكثير من الإشارات التي كل واحدة منها يمكن ان تكون منشورا مستقلا الا انني اريد ان اركز على طرحه لموضوع الخيال السحري و موضوع الشامان.. الخيال السحري موضوع يفرد له الكثير من الأوراق فهو جزء من تعريف الطاقات السحرية – السحر- باعتبار ان الخيال جزء أساسي منه وهو يميز ما بين المصطلح الإنكليزي للخيال وقد لا اجد تقريب للكلمة عربيا لذا ابقيها كفنتازيا والأخرى الخيال ‘fantasy’ and ‘imagination’, يشير الكاتب في الفقرات الى ان المدارس في السحر تقوم بتدريب طلابها على الخيال وكيف نقوم من خلاله بانشاء طاقة داخلية  ولو رجعنا الى احد اراء المدرسة الهندية سنجدها تقول:- السحر هو قوة استخدام الوهم والهدف من كل ذلك ان الساحر او ميرلين هنا يريد من هذا ان تكون قواه الداخلية مؤثرة في العالم الخارجي.. الشامان السفر الروحي والاستكشاف في الشامانية هو:- سفر علوي سماوي سفر ارضي من خلال هذا السفر الروحي فأن الشامان يقدم لنا تفسيرات لتساؤلاتنا والتغيرات وقدرتنا على ان نتفهم روحنا او نعالج انفسنا ومرضنا او يعطينا قدرة فاعلة على الدخول الى التجربة الروحية او الشامانية وفهم ماوراء الطبيعة والتفاعل مع الكائنات والارواح..الخ اكتشاف من نحن هي صورة أخرى لاكتشاف – من نكون – وهي أيضا سفر روحي لمواجهة الذات ، لا احد يغامر بالدخول اليها ، والانسان يقع في خطا السفر الروحي على انه اما علوي او ارضي فقط في حين ان كلاهما ينبع من اقلاع ارض واحدة هي انت (الذات) هذا السفر الروحي – الذاتي- كتجربة وتأسيس هي احد الارضيات التي يقف عليها ميرلين بقوة وثبات لانه بقي يصارعها ويعالجها.. أخيرا فقد تمثل بالشامانية على اكمل وجه من خلال انتمائه للشامانية السلتية التي تؤمن كما الشامانية الام ان لكل شيء روح مشتركة وتقول بالتحولات الطوطمية ، وهي التحولات التي يعيشها الشامان او التي عاشها ميرلين متحولا بين البومة او الكلب السلوقي او الايل ، الخنزير ، الماعز ، الذئب ، وكان قزما وكان فتاة…الخ يصل بنا الكاتب الى رؤيته في ان الشامان والساحر يقتسمان معتقدات مشتركة في استعدادهم للانخراط بالتجربة الروحي و التجارب الغريبة لكن المعالجة الملفتة للنظر قضية او رؤية الموت المختلفة لدى الساحر والشامان وان الشامان له عمق في الفهم مختلف تماما عن الساحر ، وكانه يريد ان يقول ان الشامان يريد بتجربته الروحية او الشامانية ان يؤكد او ينطلق من قاعدة انا ميت فلما أخاف في حين ان الساحر يخاف ويصارع من اجل البقاء ومن اجل لايموت وهو في النهاية يموت.. موضوع الشامان في الكتاب كالعادة يحمل كثير من المفاهيم والأفكار التي تحتاج الى الكثير من الصفحات والشروحات ، فلاتغادر هذا القسم مفاهيم الكابالا وشجرة الحياة والظل اليونغي واللاوعي ورحلة استرجاع الروح الشامانية التي كانت بيد ميرلين لها بعد اخر.. قال ميرلين :- لا تخف من الظلام، بل ابحث عن ضوء الحكمة في داخلك..