تتبع خطوات ميرلين – ج9 –

7. Deliverance: الخلاص

 

في الفصل السابع من كتاب جوردون ينتقل بنا الى ضفاف سحرية جديدة عن ميرلين الشخصية الهائمة الي قررت يوما الانعزال والابتعاد عن البلاط الملكي والذهاب الى جبل او الى البرية وعاش عند بئر تظله شجرة بندق يقدم الكاتب هنا ميرلين الذي صارع او عانى من النفس والروح رغم انه اصبح اشهر ساحر في المملكة ولازال محتفظا بقوته السحرية رغم صراع العقل والعقل الباطن او اللاوعي يعزف على قيثارته لتهدئة روحه وسماع خطاب السكون والصمت في الطبيعة فيحدثه الحدس ان يستحم بماء البئر(ستشفيك المياه من كل مايعتريك) يبدو الأمر كما لو أن نوعية الانعكاس هي طبيعة الماء الذي يجبر ميرلين على مواجهة نفسه الحقيقية. بعد الاستحمام وولادة الاستنارة في روحه ، ينزل ميرلين على الفور من الجبل في لفتة ترمز إلى عودته إلى العالم. لكن لا يعد الى العالم كمعلم للملوك أو مستشار موثوق به في البلاط بل رجوعا اخر ، لقد أصبح الساحر المعالج المتفهم لغة الطبيعة ، هو الان شخصية مختلفة عن الأولى التي صعدت الجبل ، الآن هو شخصية قوية والجميع في رهبة من سحره. أشارة الى العصا كاداة سحرية يحملها ميرلين مشيرا الى انه سكن في جلاستونبري بالقرب من بئر تظله شجرة بندق ويسترسل عن سحرية البئر واهميته في السلتية لكن بالوقت ذاته أشار الى البندق وعصا ميرلين السحرية – الصولجان الشاماني- هذا ماسوف اركز عليه الان.. الموضوع عصا الساحر وارتباطها بالعصا الشامانية ، ان عصا الساحر لاتهمل مطلقا مقررات الشامانية في صناعة العصا وانا اجد بدون ادنى شك ان عصا ميرلين في حقيقتها شامانية وانه قد اطلق على العصا او الصولجان اسم السحر- عصا الساحر- لاضافة عنصر الرهبة والابهار ، ومفهوم الصولجان الشاماني ليس بغريب عن المهتمين بالشامانية وطلابها الذين عرفوها في (ريكي زن) وسوف اطرح امر العصا الشامانية بشكل أحاول فيه تقريب المعاني والوظائف وساحاول الاختصار ما استطعت كي لا اطيل بالشرح وأتمنى الرجوع لو امكن الى مقالاتي السابقة حول عصا ميرلين التي كتبتها سابقا ففيها الكثير من المعلومات.

الصولجان الشاماني هو الأداة او العصا التي يمسكها الحكيم او المعالج الشاماني وهي مصنوعة من الخشب حسب نوع الشجرة ، فلكل شجرة طاقة شفائية و روحية تختلف عن الأخرى ، لذا يصنع الشامان عصاه وفق مايلائم شخصه وطاقته وامكانياته ومايمكن ان تقدم له من طاقات روحية أخرى. وفق المفهوم الشاماني فإن كل شيء في الطبيعة يملك روحا وله نسب او مناسبة متداخلة مع الموجودات الطبيعية الأخرى لذا يقول الشامان كلمة (كلنا واحد) لذا فللشجرة روح وتسمى في السلتية (درياد) أي روح الشجرة وهو القسم الحي المتصل بالشجرة والذي ينمو معها ، وفي نفس الوقت هي كائنات حية في البعد النجمي وقادرة على الإنتقال في المكان والزمان وفي عالمنا الأرضي. وبرغم ان الأشجار مرتبطة بشكل تقليدي مع واحد من الأنواع الأربعة للعناصر (الهواء ، النار، الماء، التراب) الذي هو الخشب وفق المفهوم الطاوي ، فإن الدرياد التي هي ارواح الاشجار لا يمكن تقسيمها إلى نوع واحد من العناصر، بل إنها تجسد العنصر الخامس لانها تمثل جميع العناصر الاربعة التي تجمعت بعنصر خامس والذي هو الكائن الحي – الروح- درياد. الصولجان او العصا الشامانية لاتصنع بشكل عشوائي وسريع بتاتا بل لها تقنيات وطريقة لان درياد الشجرة حين يقتطع منه أي جزء من الشجرة ينسحب من الغصن ولايبقى ، والاصل هو ان يكون للغصن درياد من تلك الشجرة لذا فهناك طريقة لاقتطاع الغصن وصناعة العصا ، وكل صولجان له رأسين الاول المقبض حيث وضع اليد وهو جامع الطاقة من الطاقة الكونية التي يتحكم بها المعالج بالاشارة بالصولجان من خلال مسكه والرأس الثاني هو المرسل للطاقة. وهذا أيضا ينطبق على العصا السحرية كونها مرسلة للطاقات الروحانية او السحرية من بؤرتها في الرأس الثاني الموجهة حسب النية من قبل حاملها ، لكنها شامانيا لاتعتبر سحرية انما روحية واسعة الاستخدام ومتنوعة الطاقات وتستخدم للشفاء والسلطة الروحية والتأثير.. نرجع الى عصا ميرلين من شجرة البندق ومفهوم الشجرة سلتيا ومايحمله لنا دريادها من طاقات:-

البندق خشبه حساس وعادة مايعكس حالة مالكه العاطفية. ويعمل بالشكل الامثل في يدي من يستطيع التحكم بمشاعره. أما الآخرون فعليهم الحذر في التعامل معه في حال كانوا عصبيين او عانوا من خيبة أمل حقيقية لأنه سوف يمتص تلك الطاقة ويفرغها بشكل غير متوقع. الجانب الإيجابي لصولجان البندق أنه قادر على فهم السحر في يدي ساحر ماهر كما أنه يخزن كل طاقاته السحرية ويتعلق بمالكه لدرجة انه عند وفاة مالكه فهو تقريبا يموت معه أيضا. لخشب البندق قدرة فريدة ايضا في اكتشاف الماء تحت الأرض و ينفث قطرات فضية على شكل دمعات أو دخانا في حال المرور فوق آبار مخفية تحت الأرض. قال ميرلين:- احترم العالم حتى يحترمك ، فالطبيعة تكافيء الأرواح المتواضعة والنقية.

ملخص المنشور

  • في الفصل السابع من كتاب جوردون ينتقل بنا الى ضفاف سحرية جديدة عن ميرلين الشخصية الهائمة الي قررت يوما الانعزال والابتعاد عن البلاط الملكي والذهاب الى جبل او الى البرية وعاش عند بئر تظله شجرة بندق يقدم الكاتب هنا ميرلين الذي صارع او عانى من النفس والروح رغم انه اصبح اشهر ساحر في المملكة ولازال محتفظا بقوته السحرية رغم صراع العقل والعقل الباطن او اللاوعي يعزف على قيثارته لتهدئة روحه وسماع خطاب السكون والصمت في الطبيعة فيحدثه الحدس ان يستحم بماء البئر(ستشفيك المياه من كل مايعتريك) يبدو الأمر كما لو أن نوعية الانعكاس هي طبيعة الماء الذي يجبر ميرلين على مواجهة نفسه الحقيقية.
  • الموضوع عصا الساحر وارتباطها بالعصا الشامانية ، ان عصا الساحر لاتهمل مطلقا مقررات الشامانية في صناعة العصا وانا اجد بدون ادنى شك ان عصا ميرلين في حقيقتها شامانية وانه قد اطلق على العصا او الصولجان اسم السحر- عصا الساحر- لاضافة عنصر الرهبة والابهار ، ومفهوم الصولجان الشاماني ليس بغريب عن المهتمين بالشامانية وطلابها الذين عرفوها في (ريكي زن) وسوف اطرح امر العصا الشامانية بشكل أحاول فيه تقريب المعاني والوظائف وساحاول الاختصار ما استطعت كي لا اطيل بالشرح وأتمنى الرجوع لو امكن الى مقالاتي السابقة حول عصا ميرلين التي كتبتها سابقا ففيها الكثير من المعلومات.
  • لكن لا يعد الى العالم كمعلم للملوك أو مستشار موثوق به في البلاط بل رجوعا اخر ، لقد أصبح الساحر المعالج المتفهم لغة الطبيعة ، هو الان شخصية مختلفة عن الأولى التي صعدت الجبل ، الآن هو شخصية قوية والجميع في رهبة من سحره.
  • أشارة الى العصا كاداة سحرية يحملها ميرلين مشيرا الى انه سكن في جلاستونبري بالقرب من بئر تظله شجرة بندق ويسترسل عن سحرية البئر واهميته في السلتية لكن بالوقت ذاته أشار الى البندق وعصا ميرلين السحرية – الصولجان الشاماني- هذا ماسوف اركز عليه الان.
  • بعد الاستحمام وولادة الاستنارة في روحه ، ينزل ميرلين على الفور من الجبل في لفتة ترمز إلى عودته إلى العالم.

اكتشاف المزيد من شريف هزاع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.