ملخص المنشور
- أكد لاكان على أولوية اللغة مكونة للاوعي، وحاول إدخال دراسة اللغة في نظرية التحليل النفسي ، فكرة جاك لاكان الرئيسية في كتاباته تنطلق برصد عوالم الدال والمدلول باللغة المحكية والمخفية ، وهو في مسعاه الذي امتد لعقود على انه (فرويدي لافرويدي) ينسف اقانيم النظرية الفرويدية العتيدة ، لكن عبقرية فرويد التي يمكننا ان نرتكز اليها لفهم محور عمل جاك لاكان هو انه اعتبر ان الوعي واللاوعي (بنية) وهنا كان عمل لاكان الغريب من تلك الممازجة التي صنعها بين علم الدلالة وبين جهود سوسير وعلماء اللغة والمهتمين بالنسق اللغوي والبناء الخطابي والسرديات وتطويع تلك المعطيات في علم النفس التحليلي وهنا أعاد لاكان تشكيل الطب النفسي الفرويدي ، واقترح أن اللاوعي منظم مثل اللغة ، مما أعطى دوراً رئيسياً للسيميائية وحل الحدود المعتادة بين العقلاني وغير العقلاني باعتبار ان هذه البنية هي خطاب يعمل عبر الانقسام بين الواعي و اللاواعي.
- لقد حاول لاكان جاهدا الخروج من سطوة الفرويدية الا انه كان واقعا فيها واستطاع بمراوغة فذة الخروج من الثوب الفرويدي من خلال تركيزه او مزاوجته بين اللغة او النسق اللغوي وبين بنية الوعي واللاوعي ، لذا كانت قاعدته ان الوعي نسق لغوي محمول مكون من الدال والمدلول منتجاً لخطاب ضمن سياق معين قابل للتغيير ، و يرى ان اللاوعي يتكون من سلسلة من الدلالات المكبوته هي صور صوت للكلمات سمعناها وأصبحت محفورة في اذهاننا وشكلت دالا لكنه لايعني الكثير بل انه في علاقة مع كلمات أخرى وهي سلسلة من الدلالات.
- كان إنجازه الرئيسي هو إعادة تفسير أعمال فرويد من منطلق اللغويات البنيوية التي طورها الكتاب الفرنسيون في النصف الثاني من القرن العشرين ، اتسمت ممارسته للتحليل النفسي بالغرابة والخروج عن الأطر المعمول بها والتي رسخت بجهود التحليل النفسي الذي انطلق من المنهج الفرويدي ، فقد كان لاكان معروفاً بأساليبه العلاجية غير التقليدية والجريئة والغريبة الرافضة للنهج والوصايا الفرويدية الصارمة ، مما شكل عليه كثير من الجدل والرفض من قبل جمعية التحليل النفسي .
- لاكان يرى المرض العقلي على انه نتاج لصعوبات تكونت بالطفولة المبكرة بعدم فهمها للرمزي واللغوي والاحالات الدلالية ، من خلال فهم وتميزها بين الواقعي والرمزي تقوم بناء الذاتية بمرورهم بمرحلة النمو والتكوين بما قبل المرآة ، ثم مرحلة المرآة ، وأخيرا مرحلة مابعد المرآة ، ومن خلال عدم الاخذ بالاب الاوديبي لفرويد وبناءه الطوطمي ليستبدله بفكرة الاخر الكبير والأخر الصغير الذي اعتبره معالجة تحليلية للخروج من مقررات فرويد في النظرية الجنسية ، فرؤية لاكان لم تكن ضمن منطلق رؤية فرويد على أصول الدافع الجنسي بل على دخول الرضيع الى العالم الاجتماعي اللغوي.
- الا انه يرى بأن محاولتنا المستمرة لتشكيل أنا مستقرة ومثالية طوال حياتنا هي هزيمة ذاتية ، ويقترح اننا يمكن ان نفهم الانا – الذات – بشرط ان نكون في تذكر ان تلك الذات ليست ثابتة بل انها بنية قابلة للتبدل والتغير ضمن السياق الزمني الذي يمر فيه كياننا غير الثابت المكون من خطاباتنا الداخلية ، واننا في محاولة وإعادة صنعها في مواجهتنا مع الآخر، وهو مفهوم يتغير بدوره مع السياق.
اكتشاف المزيد من شريف هزاع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.



