القسم الثاني : فلسفة المكان من غاليلو الى الطوبولوجيا
اكمل في هذا القسم ما كنت قد شرعت به في القسم الاول لانهي موضوع فلسفة المكان والرؤية العلمية للقرون الوسطى وكيف كانت تنظر للعالم ، وهنا اضيف (القطعية المعرفية) التي حدثت في تاريخ الفكر الانساني بالخروج من مركزية بطليموس ومركزية كوبرنيكوس وكلاهما كان يفكر بمركزية اللوغوس ولم يحدثان قطعية معرفية كما حدثت مع مشروع غاليلو في رؤيته اللامركزية على اعتبار ان المركزية كانت محاولة لفهم اللوغوس او انعكاساته في الفلك والرياضيات والذي هو بالاصل ركن فلسفي لم تخرج عنه النظرة الغربية ، وثورة غاليلو قدمت لنا مفهوماً مغايرا عن المكان الذي كان ينظر اليه (كموضع) الى النظر اليه (كامتداد) وهذا بدوره ايضا يوصلنا الى الخلخلة التي احدثتها النظرة الديكارتية في الاحداثيات – احداثيات ديكارت- الخاصة بالقياس والرصد والمسافة والانزياح ، وهي معالجة رياضية لاجل مفهوم الحركة في المكان والاحداثيات الديكارتية ترصد فهم النقطية في المكان او تحويل المكان الى نقطيات قابلة للقياس والفهم يستخدم ثلاثة مستقيمات لرصد المحور السيني والصادي –XY– جامعا بين الجبر والهندسة الاقليدية ليؤسس علم الهندسة التحليلية ، ولان ديكارت يعتبر ابو الفلسفة الحديثة ، فإن مشروعه هنا يعتبر جزء من فلسفته لفهم العلاقة بين ثنائية الفكر والمادة والتي يطلق عليها الثنائية الجوهرية والتي تنص على تقسم العالم الى :-
كينونة وجوهر ذهني
كينونة وجوهر مادي
وموضوع المكان ينطوي ضمن الجوهر المادي وهو الامتداد المكاني الذي يفهمه بالابعاد الثلاثة.
وايضا علينا ان نقول هنا ان المشروع الديكارتي جاء ايضا لاجل تفتيت المركزية الغربية واقصاء النظرة اللاهوتية المتحكمة في التفكير والافكار لكن ضمن مركزية اللوغوس ايضا.
القطعية المعرفية الاخرى والتي بدورها ذات علاقة نجدها بالخروج من الهندسة المسطحة ومقررات اقليدس بولادة الهندسة اللااقليدية على يد لوباتشفسكي وريمان الذين يراهم اوزبينسكي الخلفاء الحقيقين لكانط (اوز28) واذا درسنا فلسفيا اثر هؤلاء نخرج الى انهم رواد الفكر الطوبولوجي – علم المكان- في هندسة الفراغ باعتبار انها دراسة خصائص المكان بين الفراغات او الانتقال بين الفراغات بواسطة التشاكل وهو بدوره يأخذنا الى مايسمى (العلاقات الطوبولوجية) التي تعنى بالخطوط والنقاط في المكان وبين تشوهات المكان او تجانسه كالتواء او امتداد والداخل والخارج والاتصال والانفصال والعقد والحدود..الخ ، هذه الثورة العلمية صنعت خلخلة واضحة وزعزعة مركزية اللوغوس في فهمه او في فلسفته عن المكان الذي جمده بالاقليدية – المكان الجامد- او بمعنى اخر حاصرته الاقليدية ، ليصبح على ضوء تلك القطعيات -المكان المرن- الممتد والمتغير بلااقليديته وهنا نقترب اكثر من جغرافية الاماكن الروحية..
ملخص المنشور
- اكمل في هذا القسم ما كنت قد شرعت به في القسم الاول لانهي موضوع فلسفة المكان والرؤية العلمية للقرون الوسطى وكيف كانت تنظر للعالم ، وهنا اضيف (القطعية المعرفية) التي حدثت في تاريخ الفكر الانساني بالخروج من مركزية بطليموس ومركزية كوبرنيكوس وكلاهما كان يفكر بمركزية اللوغوس ولم يحدثان قطعية معرفية كما حدثت مع مشروع غاليلو في رؤيته اللامركزية على اعتبار ان المركزية كانت محاولة لفهم اللوغوس او انعكاساته في الفلك والرياضيات والذي هو بالاصل ركن فلسفي لم تخرج عنه النظرة الغربية ، وثورة غاليلو قدمت لنا مفهوماً مغايرا عن المكان الذي كان ينظر اليه (كموضع) الى النظر اليه (كامتداد) وهذا بدوره ايضا يوصلنا الى الخلخلة التي احدثتها النظرة الديكارتية في الاحداثيات – احداثيات ديكارت- الخاصة بالقياس والرصد والمسافة والانزياح ، وهي معالجة رياضية لاجل مفهوم الحركة في المكان والاحداثيات الديكارتية ترصد فهم النقطية في المكان او تحويل المكان الى نقطيات قابلة للقياس والفهم يستخدم ثلاثة مستقيمات لرصد المحور السيني والصادي –XY- جامعا بين الجبر والهندسة الاقليدية ليؤسس علم الهندسة التحليلية ، ولان ديكارت يعتبر ابو الفلسفة الحديثة ، فإن مشروعه هنا يعتبر جزء من فلسفته لفهم العلاقة بين ثنائية الفكر والمادة والتي يطلق عليها الثنائية الجوهرية والتي تنص على تقسم العالم الى .
- القطعية المعرفية الاخرى والتي بدورها ذات علاقة نجدها بالخروج من الهندسة المسطحة ومقررات اقليدس بولادة الهندسة اللااقليدية على يد لوباتشفسكي وريمان الذين يراهم اوزبينسكي الخلفاء الحقيقين لكانط (اوز28) واذا درسنا فلسفيا اثر هؤلاء نخرج الى انهم رواد الفكر الطوبولوجي – علم المكان- في هندسة الفراغ باعتبار انها دراسة خصائص المكان بين الفراغات او الانتقال بين الفراغات بواسطة التشاكل وهو بدوره يأخذنا الى مايسمى (العلاقات الطوبولوجية) التي تعنى بالخطوط والنقاط في المكان وبين تشوهات المكان او تجانسه كالتواء او امتداد والداخل والخارج والاتصال والانفصال والعقد والحدود.
- الخ ، هذه الثورة العلمية صنعت خلخلة واضحة وزعزعة مركزية اللوغوس في فهمه او في فلسفته عن المكان الذي جمده بالاقليدية – المكان الجامد- او بمعنى اخر حاصرته الاقليدية ، ليصبح على ضوء تلك القطعيات -المكان المرن- الممتد والمتغير بلااقليديته وهنا نقترب اكثر من جغرافية الاماكن الروحية.
- -.
اكتشاف المزيد من شريف هزاع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

