الانعكاس الرابع
البوابة الدخول الى العوالم
يكاد تناولي لمصطلح البوابات الطاقية او النجمية لايرد في كتاباتي وليس ذلك يرجع لعدم ايماني بها بل لعدم تأكدي منها وتلمسي لها واجدها لازالت في قوالب افتراضية فردية وليست كاملة ، تحمل تحت جناحها الرؤية الماورائية الموغلة بالسردية المراوغة ، ولازالت في راي لا تملك اطر تضع الخيال على حافة العقل ، اثر هذا فانا لا اتناولها لعدم تمكني من الإمساك بها بشكل يجعلني احلل محتواها بشكل ممنهج او قريب من صياغة افهوم – الفعل الفكري المجرد- واحد عنها يفرض فكرة ضرورية ليؤسس مسألة جديدة ، السبب يعود الى أن الاعتقاد بأن المرايا يمكن أن تعمل كبوابات بين العوالم الروحية والجسدية ليس الا خرافة وأسطورة شائعة تناقلتها بعض الشعوب والثقافات ولا نملك أي دليل يجعلنا نفكر انها بوابات لابعاد أخرى ، لكن الافتراض هذا مبني على رؤية روحانية وسحرية جذورها في الاساطير والقصص القديمة وفلكلور الشعوب بسبب انها كانت أداة للكهانة والعرافة والاستبصار بالمرآة (Catoptromancy) كانت تستخدم في الهند والصين ومصر واليونان لتربط المرايا بالظواهر الخارقة للطبيعة لانهم يعتقدون ان المرايا لا تعكس المظهر الجسدي فحسب ، بل تعكس أيضاً الروح ، مما يجعلها بوابة إلى أبعاد أخرى وأيضا لرمزيتها في التأمل الذاتي والتأمل الداخلي وسبر اغوار الباطن واللاوعي لانها تجعلنا امام ثنائية الوجود ، حيث انها تعكس كلاً من العالم الخارجي المادي والأفكار أو المشاعر الداخلية أي ارتباط هذه الثنائية على أنها ارتباط بين العوالم المادية والروحية ، وهذا ماجعلها ذات طابع صوفي او روحاني كاداة مستخدمة للتنبؤ لتلقي الرؤى والاخبار والوصول الى الحقائق المخفية والمعلومات العميقة .
وقد نوهت للتنويم المغناطيسي الذاتي من وجهة نظر نفسية وان المرآة تمكننا من هذا ، فيمكن أن تثير التأمل والوعي الذاتي ويجعلها بمثابة أدوات لاستكشاف هوية المرء وعقله الباطن ، وهو ما قد يفسره البعض على أنه رابط للفهم الروحي والنفسي ، وحديثا عند العالم الكبير جاك لاكان هي استعارة عن العقل الواعي وسد الفجوات بين المحسوس واللامحسوس او الملموس واللاملموس.
رغم هذا الاعتبار لامانع من ان اتناول المرآة بالتحليل الذي يمكنه بالنتيجة ان يرسخ قناعات او يغيرها ليستبدلها بغيرها ، لذا اجد ان تسليط الضوء على المرآة السحرية قد يلملم شتات فكرة البوابات او يطوي صفحته.
اكتشاف المزيد من شريف هزاع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

