العجوز بيفانا

قصة بيفانا والتي تسمى بالايطالية (لابيفانا) الانموذج السابق لفكرة سانتا كلوز وهي جزء من الموروث الفلكلوري لإيطاليا قبل المسيحية ، لكن الثقافة الشعبية للمسيحية الإيطالية صاغت من قصتها جمالية ملائمة للفكر المسيحي وعالجتها حتى لاتقصيها وتبعدها خارج الرؤية المسيحية والمنظومة الفكرية والعقائدية لتعالجها برؤية ملائمة كون – المسيحية- اكثر منهج قام بمحاربة ومحو الاعتقادات غير المتوافقة ورؤيته اللاهوتية او نهجه الكهنوتي المضاد لاي شكل اشكال الوثنية الاوربية كما حاربت الكنيسة بضراوة بالغة فكرة الساحرة ، فقام بمعالجة وتغيير الصورة النمطية السابقة لبيفانا كونها بالاصل ساحرة ولها أسماء أخرى (ستريجا – فيجيا) وشخصية بيفانا بالاصل تشكل احدى أرواح الأرض والغابات وعامل الزمن والعلاقة بالاسلاف لذا هي على اقرب احتمال احد الاسقاطات ليهيكاتي ملكة السحر والليل في الاساطير الرومانية.
ترجعني قصتها الى موضوع الساحرات والمكنسة ولما اقترن السحر بالساحرة الشمطاء التي تطير ليلا على مكنسة وكنت قد نوهت عن ذلك قبل سنوات وعززته برأي هذا العام يخص العلاقة بين فولفا في التقاليد الشمالية وبين الساحرات ككل ومساعي الكنيسة في استأصال أي من الموروث قبل المسيحية او تاثيره في الفكر الأوربي.

هذه الشخصية اللطيفة لاتتسم بالشر رغم ان البعض اطلق عليها (الساحرة الشمطاء) ربما بسبب شكلها كعجوز متقدمة بالسن ، وهي غالباً ما تكون شاحبة أو ذات مظهر يشبه الساحرة ، وترتدي ملابس ممزقة ، وشالًا ومنديلًا على رأسها ، تحمل كيسا محملا بالهدايا وتطير على مكنسة وتعيش بالمداخن.

لبيفانا جاذبية كبيرة وجميلة في طبيعتها المزدوجة ، فكما هو معروف انها تقدم الهدايا للأطفال ، وبنفس الوقت تذكرهم بحسن السلوك والتصرف ولمن أحسنوا التصرف ، تملأ بيفانا جواربهم بالحلويات والفواكه والمكسرات والألعاب الصغيرة ، أما من أساؤوا التصرف ، فتترك لهم قطعاً من الفحم أو الثوم ، كدفعة خفيفة لتحسين سلوكهم في العام المقبل ، ومع ذلك، فإن “الفحم” الذي تقدمه بيفانا غالباُ ما يكون مصنوعاً من السكر أو الشوكولاتة ، مما يضمن بقاء فكرة ان الحلوى للجميع وهنا تعكس شخصيتها المفهوم الإيطالي ” دولتشيزا – Dolcezza” وهو مزيج من الحلاوة واللطف والمودة ، ورغم جانبها الصارم ، إلا أنها في نهاية المطاف شخصية دافئة ومحبة للجميع وطيبة وتحب الخير وتجسد روح الكرم التي تشكل جوهر موسم الأعياد.

 

كيف تحولت بيفانا من الصياغة الوثنية الى المسيحية؟
تقول القصص الفلكلورية عنها انه حين جاء المجوس بحثا عن المولود المبارك (السيد المسيح) كان قد مرة المجوس الثلاثة بمنزل لمرأة عجوز تدعى بيفانا وسألوها عن الطريق الى بيت لحم وحكوا لها قصة المولود المبارك الا انها لم تصغ لهم لانها كانت منشغلة بالتنظيف ولم يكن يهمها اكثر من تنظيف المنزل بالمكنسة التي تحملها ، فدلتهم على الطريق وطلبوا منها ان تأتي معهم لمباركة المولود الا انها رفضت ، وحين غادروا شعرت بعدها بالندم الكبير انها لم ترافقهم ، في وقت لاحق من تلك الليلة ، وتحت بريق النجوم الساطع، غيّرت بيفانا رأيها وجهزت حقيبة مليئة بالألعاب والهدايا التي صنعتها بحب ، وانطلقت للبحث عن الطفل فقررت ان تذهب وحدها تحمل كيسها ومكنستها التي تعينها على التنقل لتجوب كل منازل المعمورة والقاء الهدايا في البيوت على اعتقاد منها ان المسيح سيكون في احد البيوت لامحال ، ولازالت تبحث وتبحث عن المسيح المبارك.
منذ ذلك اليوم لم تفتر همة العجوز من زيارة كل المنازل وتقديم الهدايا للأطفال ثم تطهر المنزل وكل الأطفال بمكنستها وتزيل عنهم أي من الأشياء الخبيثة وغير المحببة منهم بمكنستها تلك حتى قدومها مجددا لهم في العام المقبل ، لكنها طلبت بلطف بالغ من الناس ان يراعو تعبها وكبر سنها بأن يضعو لها بعض الكعك والمعجنات والبسكويت على المدفئة لانها تستريح في كل بيت وتأكل قليلاً وتغادر الى بيت اخر بحثا عن الملود المبارك علها تجده بالتاريخ الموافق 5 يناير من كل عام ، بالرغم من ذلك ومجيئها وتقديمها للهدايا الى كل بيت فيه طفل لم تنجح في بحثها ، مع هذا قالت في سرها :- سأترك الهدايا للأطفال في كل مكان لأن المسيح الطفل موجود في كل طفل.

ملخص المنشور

  • منذ ذلك اليوم لم تفتر همة العجوز من زيارة كل المنازل وتقديم الهدايا للأطفال ثم تطهر المنزل وكل الأطفال بمكنستها وتزيل عنهم أي من الأشياء الخبيثة وغير المحببة منهم بمكنستها تلك حتى قدومها مجددا لهم في العام المقبل ، لكنها طلبت بلطف بالغ من الناس ان يراعو تعبها وكبر سنها بأن يضعو لها بعض الكعك والمعجنات والبسكويت على المدفئة لانها تستريح في كل بيت وتأكل قليلاً وتغادر الى بيت اخر بحثا عن الملود المبارك علها تجده بالتاريخ الموافق 5 يناير من كل عام ، بالرغم من ذلك ومجيئها وتقديمها للهدايا الى كل بيت فيه طفل لم تنجح في بحثها ، مع هذا قالت في سرها .
  • لبيفانا جاذبية كبيرة وجميلة في طبيعتها المزدوجة ، فكما هو معروف انها تقدم الهدايا للأطفال ، وبنفس الوقت تذكرهم بحسن السلوك والتصرف ولمن أحسنوا التصرف ، تملأ بيفانا جواربهم بالحلويات والفواكه والمكسرات والألعاب الصغيرة ، أما من أساؤوا التصرف ، فتترك لهم قطعاً من الفحم أو الثوم ، كدفعة خفيفة لتحسين سلوكهم في العام المقبل ، ومع ذلك، فإن “الفحم” الذي تقدمه بيفانا غالباُ ما يكون مصنوعاً من السكر أو الشوكولاتة ، مما يضمن بقاء فكرة ان الحلوى للجميع وهنا تعكس شخصيتها المفهوم الإيطالي ” دولتشيزا – Dolcezza” وهو مزيج من الحلاوة واللطف والمودة ، ورغم جانبها الصارم ، إلا أنها في نهاية المطاف شخصية دافئة ومحبة للجميع وطيبة وتحب الخير وتجسد روح الكرم التي تشكل جوهر موسم الأعياد.
  • ترجعني قصتها الى موضوع الساحرات والمكنسة ولما اقترن السحر بالساحرة الشمطاء التي تطير ليلا على مكنسة وكنت قد نوهت عن ذلك قبل سنوات وعززته برأي هذا العام يخص العلاقة بين فولفا في التقاليد الشمالية وبين الساحرات ككل ومساعي الكنيسة في استأصال أي من الموروث قبل المسيحية او تاثيره في الفكر الأوربي.
  • – سأترك الهدايا للأطفال في كل مكان لأن المسيح الطفل موجود في كل طفل.
  • كيف تحولت بيفانا من الصياغة الوثنية الى المسيحية؟.

اكتشاف المزيد من شريف هزاع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.