حكاية عازف المزمار

حكاية عازف مزمار مدينة هاملين قد تكون مستوحاة من مجموعة احداث او من حدث جانبي صنع منه الخيال حكاية أخرى لأغراض محددة كقصة خيالية لتخويف الأطفال ، ولكن هناك دراسات لغوية وحتى بأمور تاريخ الهجرات بين الدنمارك والمانيا والمهجارين ، والافتراض ان الأطفال وصلوا رومانيا ، وتلك الوثيقة الغريبة المجتزئة التي تتحدث عن دور القصة تلك بقضية (أطفال الحروب الصليبية) واخر يقول ان الفئران يمثلون الطاعون والعازف يشير للموت…الخ كل هذا جعل القصة محملة بكم هائل من الحقائق المسكوت عنها ، ولست بصدد ان اقلل من جمالية القصة باسطري بهذه المداخلات والاراء بل سأكتفي بسردها متذكرا احد أفلام كارتون التي شاهدتها صغيرا عن عازف المزمار..

وتدور أحداث عازف مزمار هاملين الى المانيا في سكسونيا عام ١٢٨٤ في بلدة هاملين، حيث كانت البلدة تعاني من غزو الفئران ، فظهر عازف مزمار يرتدي معطفاً من قماش متعدد الألوان الزاهية ، اخبر اهل المدينة انه سيخلصهم من الفئران والجرذان مقابل مبلغ من المال ، فوافق أهل البلدة على ذلك ، ففعل ذلك وخلص مدينة هاملين من الفئران بموسيقاه وقادها الى الجبل حيث يقال ان هناك بوابة فتحت بالجبل وابتلعتهم ، وحين اوفى عازف المزمار بوعده وطالب بأجوره نكث اهل المدينة وعدهم له ، ولم يعطوه أي شيء ، فغادرهم غاضباً متوعدا بالانتقام.
وفي 26 يوليو من العام نفسه ، عاد العازف ليلا والمدينة نائمة وقام بالعزف الذي ايقظ الأطفال فقط وقادهم بعيدا عن المدينة كما فعل بالجرذان وكان عددهم كبيرا قيل انه 130 طفلا ، الا ان الحكاية والمخطوطات التي تحدثت عن الواقعة قالت ان 3 أطفال نجوا من سحر العزف احدهم اعرج لم يقدر ان يواكب المسير واخر اصم لم يسمع الموسيقى فبقي نائماً بينما الثالث كان اعمى ولم يستطع ان يرى اين يذهب الأطفال.
أقدم سجل معروف لهذه القصة هو من مدينة هاملين نفسها وحسب وصف مخطوطة لونبورغ (حوالي 1440-1450) ذكرت:
“في عام 1284، في يوم القديسين يوحنا وبولس في 26 يونيو، أُغوي 130 طفلاً ولدوا في هاملين بواسطة عازف مزمار يرتدي ألواناً مختلفة ، وفُقدوا في مكان بالقرب من كوبن”.
اما الشارع المفترض الذي شوهد فيه الأطفال آخر مرة يُسمى اليوم “بونجيلوسنشتراسه – Bungelosenstrasse ” (شارع بلا طبول)، إذ لا يُسمح فيه بعزف الموسيقى أو الرقص فيه بتاتاً استذكاراً لتلك الحادثة الأليمة…


اكتشاف المزيد من شريف هزاع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.