من السحر الى التجلي

منذ عقود كنت قد طالعت في احد المصنفات المعنية بالعلوم الروحانية هذا الاقتباس

“ان السحر وفق الرأي الهندي هو قوة استخدام الوهم”

والوهم هنا اصطلاح لايعني التوهم انما يعني التخيل والتصور.

سارجع الى ذلك الاقتباس بشيء من التفصيل محاولا توضيح بعض مافيه لان الاقتباس ذاك وان كان قصيراً مختزلا ، الا انه يحمل ثقل مدرسة سحرية كاملة ، لنبدأ بممازجة لرؤية الامر بمنظار المعاصرة وتفسيراتها للقديم  ، صحيح ان كثير من الناس لايؤمنون بالسحر لكنهم يتمنونه.

جاء ضمن التعاريف المعنية في التصور الذهني او التخيل الخلاق انه يشير الى القدرة على خلق تجارب حسية في غياب المدخلات الخارجية ، وهنا يفترض ان نأخذ بنتائج ذلك التصور الذهني على انه يهدف الى (التجلي – الاظهار ) الذي يعتبر احد قوانين الجذب المركزية وخلاصته والذي يدور عليه ، فالتجلي هو القدرة على استخدام تقنيات معينة للإظهار.

 

يمكننا ان نعرف التجلي انه فكرة تتجسد مادياً بفضل قوة الإيمان بالنتيجة وليس بمحتواها وزمن ظهورها ، أي تحويل الهدف الذهني الى واقع ، يحدث وفق المناسب لنا وليس وفق تحديدنا الزمني لحدوثها ، وهو جزء صغير ضمن الرؤية القديمة قبل قرون مضت سميت”التفكير السحري ” المعني بالامال والرغبات وتجليها في الواقع من خلال الفكرة او الوهم كما في الاقتباس الذي اوردته .

 

انا اعتبر ان جوهر عملية التجلي التي تحدث من خلال التصور الذهني هي فكرة اعيد تداولها وهي ضمن المعتقدات القديمة تهدف الى سيطرة العقل على المادة او بمصطلح اخر ان الاعمال الروحية تمكننا من احداث التغيرات الخارجية ثم جاءت بمسار طاقي قديم ضمن مدرسة العناصر الصينية واليابانية باحداث قوة عنصرية بهدف تغيير مسار العناصر او التحكم بها ، وصولا الى قوانين الجذب الحديثة التي اخذت بنفس الفكرة لكن بلغتها المعاصرة .

 

ان الفكرة تحدد مانجذبه سواء خير او شر وان افكارنا تؤثر على العالم الخارجي ، لكن الجزء الهرمسي في قانون الجذب والتجلي الخاص بالحسابات غير معمول به او لم يتم إدخاله واستبداله بالتوكيدات والتكرارات اللفظية او الكتابية تلك الحسابات التي كان يعمل بها قبل الاف الاعوام هي انشاء توافقات حسابية وعددية وغيرها من التوافقات لكيفية تحويل الأفكار إلى واقع أي تقنيات الاظهار التي نوهت عنها.

 

7 قواعد في التجلي

هذا المصطلح يأخذنا الان الى قوانين الجذب التي طالعناها كثيرا في الكتابات الحديثة التي قد لاتتجاوز 20 عاما ، وفي حقيقتها هي ترجع بكثير من أصول عملها الى تقنيات روحانية تم تشذيبها لتلائم لغة العصر الحديث وهذا ما يدفعني للقول ان اكثر من 70% مما صنف سحرا وخرافات وهو في حقيقته كان ممارسات عقلية استطاعت بذكاء ان تبرمج الطاقات للتأثير والفعل فهي هنا لم تخرج ضمن دراستي لها انها كانت طاقة جذب.

التجلي والاظهار هو عملية في تغيير او التأثير على مسار محدد في الواقع المادي او المثالي العقلي وليس مجرد رغبة كما نظن فهي عملية نمو وتطور في الشخصية التي تتشكل وفق مفاهيم تفترض حصولها ووقوعها للحصول على أشياء افضل من خلال تناغمك مع الأفكار والافعال والمشاعر لتحقيق الأهداف ، اذن هو رحلة تحول وتغير وتطور.

قوانين او لنقل شروط الاظهار او التجلي تعتمد على 7 مرتكزات هي:-

  • الوضوح

والذي هو أساس التجلي ، ويفترض منا ان نرسل رسالة واضحة الصيغ والمعالم والبنود للشيء الذي نريده تحديدا ، ان فكرة جذب بيت لاتعتبر كافية او واضحة انما يجب ان يكون فيها تحديد اكثر تخصيصاً (بيت من 5 غرف فيه حديقة جميلة) هنا الرسالة اكثر دقة وأوضح ، قد نقع بخلل هو عدم التوضيح وهذا يفصل الطاقة من المصدر على ان يكون له انعكاس وارتداد للظهور.

تخيل انك تعمل على قانون الجذب بلا وضوح وكنت تمارسه بتكرار مستمر بان تطلب (النجاح) لكن نجاح ماذا وفي ماذا ، مال وظيفة علاقات شراكة ..الخ يجب ان تفهم ان الكون مثل المقهى الذي دخلت للجلوس فيه وطلبت فنجاناً من القهوة ! أي نوع قهوة بالضبط هناك 50 حدد طلبك بوضوح.

 

  • الإيمان

الايمان يأتي موازيا للوضوح ، انه القوة الدافعة للاظهار والتجلي ، لنسميه الوقود اللازم للحركة والاستمرار ، لتجلي أي شيء يجب ان نؤمن بقدرتنا على تحقيقه من جانب ونؤمن انه سيقع بالتأكيد ، ومايبدد الايمان ويعدمه هو الشك او الخوف الذي سيعيق التجلي والظهور لانه خلق حول الهدف سورا من المقاومة والاختلال.

 

  • التوافق

التوافق هو المرتكز الثالث الذي يفترض وجوده في ممارسة الجذب ، والتوافق هو تناغم أفكارك ومشاعرك وأفعالك ، التجلي والجذب ليس كلمات فقط ، الحصول على الطاقة الإيجابية لايكفي ان نفكر بالايجابية ، بل يجب ان تتوافق مشاعرنا وعواطفنا وافكارنا وافعالنا ونوايانا كلها وفق الهدف ذاك فحين تفكر ب(أ) يجب ان تكون واضحا فيها مؤمنا فيه متوافقا فيه ، ان تثق وان تفعل الخطوات الاستباقية في الحصول عليه ، الأهداف لايمكن الحصول عليها بالكلمات انما يجب ان تحوي على 3 شروط متوفرة هي (الأفكار والمشاعر والأفعال)

 

  • الاستسلام

لايعني الاستسلام هنا قيمة سلبية انما يعني الثقة بتوقيتات حصول الاظهار والتجلي فهو هنا ينسف احد المعيقات الكبرى وهي التعلق / الانتظار حين قمنا بتحديد نوايانا بوضوح وامنا بها وتوافقنا معها يجب علينا ان نتخلى عن التوقعات والتعلق بالنتائج والانتظار ، ارجع الى مرتكز الثقة وقف هناك ، سيحصل ما هو ملائم لك وفق توقيتات مناسبة وليس وفق توقيتاتك انت ، ان الرسالة التي ترسلها وفق المعايير الانفة الذكر ثق انها ستصل الى وجهتها ولاحاجة بك ان تتحقق من ذلك وكيف ولماذا ، سيصل الجواب بالوقت المناسب فلا تتعلق ولا تنتظر ولاتحدد تاريخ الإجابة على رسالتك.

 

  • الامتنان

الاخلاقيات جزء من النظام الكوني الكبير ، كل شيء في الكون له نظام وفي جزء مرئي او غير مرئي هناك اخلاقيات وصيغ فيه نجهل منها الكثير ، النظام الإلهي البالغ الدقة والموازنة يطلب منك تقديم هذه الأوراق الاعتمادية ان تكون طي رسالتك ، انت لم تطلب لانك متذمر بما لديك ، بل اطلب بامتنان وشكر وعرفان بما تملك أولا وبما تأمله الحصول عليه ثانيا ، هنا النظام الأخلاقي الذي غلف الرسالة ينص على انك مفعم بالايجابية تجاه كل شيء وممتن له وهذا سيتحول الى الوفرة والزيادة لان الامتنان ساري في حياتك ، حين تتذمر وتشكو نقصا فأنت هنا في مدار طاقة سلبية تعيق الحصول على المزيد بل تعطيك حلال دون مزيد لما انت فيه ، فتفتقر الى الوفرة والزيادة والتدفق ، لانك لم تنطلق من الامتنان ، فالامتنان يخلق المعجزات.

 

  • حب الذات

سيجد البعض غرابة في ان يكون هذا مرتكز للتجلي! هل هذا يعني الغرور والايجو ؟! لا ليس هذا ابدا ، انه بالاصل ضروري للتجلي والاظهار ، حين تقدر نفسك وتحبها ستتولد طاقات ترفع لسقف الاستحقاق ، كما ان حب الذات يعني تقبل العيوب وتفهمها ومحاولة تغييرها بحكمة وسلاسة ، وان لاتكون جلادا لذاتك ، حين تقرر جذب شيء يتعلق بالعلاقات او الشراكات او الحب فعليك هنا ان تكون الشخص الملائم لذلك الشيء ، افهم نقاط ضعفك وقدر نقاط قوتك.

 

  • البيئة المحيطة

هذا البند لايمكن تجاوزه وربما الكثير يقع في اشكال (انا اريد ولكن محيطي يرفض) البيئة المحيطة تلعب دورا كبيرا في تشكيل طاقاتك وشخصيتك واهدافك ، ولها دور في قناعاتك ومقاومتك وايمانك بالاهداف ، ان الأشخاص الذين نختلط بهم محطات طاقية مؤثرة فينا ظاهرا او باطناً ، ولكن دعونا نرجع الى الاشكال (انا اريد ولكن محيطي يرفض) هذا يعني هنا اني محاط بطاقة سلبية فما هو الحل؟

الحل هو الحفاظ على مساحتك الشخصية وتطبيق كل المرتكزات ال6 السابقة وان لاتدع المحيط السلبي يلعب دورا هدميا في اقتحام مساحتك الشخصية ، لانه لو فقدت المساحة تلك فسوف يؤثر على كل شيء ولن تقدر على ان تعمل أي شيء.

 

أخيراً

ليس ممارسة الجذب شيء يحدث من مرة واحدة ، بل يجب ان يكون ممارسة يومية بفرح وفي كل يوم صباحاً بعد الاستيقاظ ومساء قبل النوم تأمل اهدافك ولاتنساها ومارس التصور والتخيل ولاتتركه ، وتذكر الامتنان ان حصلت على اهدافك او لم تحصل فالساعة والتوقيتات والاختيارات ليست مهمتك مطلقا ، ربما منعت عن هدف ولم يتحقق وكنت قد طبقت البنود ال7 بكفاءة ، فهذا يعني انك حصلت على هدف اخر بينك وبين تجليه خطوة واحدة..

ملخص المنشور

  • قوانين او لنقل شروط الاظهار او التجلي تعتمد على 7 مرتكزات هي.
  • -.
  • الوضوح.
  • الإيمان.
  • التوافق.

اكتشاف المزيد من شريف هزاع

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.