الفانتازيا تعديلاً نفسياً

لا اريد التشعب في كل الحكاية الخرافية التي تعتبر هي الارضية الخصبة للفانتازيا ، فالحكاية الخيالية الوهمية هي محاولة لجعل الواقع جماليا من زاوية تثير الدهشة عند السامع بعد تعطيل المنطق العقلي.

من المؤكد ان الحكاية الخرافية ليست طرح يخاطب العقل ، فهذا الشيء سيرفضه العقل كون الحكاية لاتخضع للمنطق والسببية ، عليه فانها تتجاوز معيارية العقل في الخطأ والصواب والواقعي والموضوعي ، وتركز على بؤرة نفسية معينة وعميقة في ماهية الانسان هي الطفولية التي لايغادرها حيث ان العالم باجمعه ممكنا من خلال الفكرة والتمني ، والفكرة هنا لاتخضع لاي حدود منطقية البته.

ساستلهم نموذج من احدى البنى الخرافية داخل الاسطورة النوردية وهي (خاتم اودين الذهبي) موضحا انه او مثيله من القصص والحكايا والفنتازيا في هذه القصة او غيرها من القصص الاسطورية تأتي لتقدم لنا توازنا نفسيا او عزاء لهمومنا بسبب منطقية الوجود

خاتم اودين السحري اسمه (دروبنير) صنعه الاخوة الاقزام (ايتري وبروكر) وقصة صناعته جميلة وبحبكة اسطورية رائعة لايسعني ذكرها بالتفصيل الان.. الحقيقة ان ايتري وبروكر امهر حرفين الكون ، وقد صنعا الخاتم كرهان ، لان لوكي قال انهما ليسو بارعين وان ابناء ايفالدي افضل منهما… دروبنير تمت صناعته ليست كصياغة حرفية فقط ، بل بطاقات سحرية عجيبة هي ان يتقطر منه ٨ قطرات ذهبية كل يوم وفي اليوم التاسع تتحول تلك القطرات الى خاتم مماثل طبق الاصل والشكل والوزن عن دروبنير لكنه لايملك نفس القدرات السحرية.

لهذا الخاتم خواص سحرية في الوفرة ، والوفرة هنا ليست مالا او ذهبا بل ان اودين كان رمزا للتعلم والمعرفة والاسرار ، فكان خاتمه بخواص سحرية هي الفهم والدقة والمعرفة.

الغريب في وظيفة الخاتم عند اودين ، كونه لم يكن من الاسلحة ولم يستخدم لذلك او في القتال والمعارك بل ان خاصيته مختلفة لذا لم تكتب عنه الكثير من التفاصيل. بعد مقتل بالدر ، وضع اودين خاتمه قرب جثمان ابنه وقال ان راجناروك – نهاية العالم – اقتربت لان بالدر مات ، مشيرا هنا على عدم الانتفاع بعد من الخاتم وايضا مشيرا الى ان ابنه بالدر سيرثه بعد قيام الحياة الجديدة وان الخاتم اشارة للملك والسلطة.