التكنومانسي (Technomancy)

قبل اشهر تناولت موضوعاً عن السحر الرقمي كنوع مبتكر من سحر الفوضى وكان مخصصا لعرض كتاب (Digital Chaos) وما سوف اتناوله هنا تكملة لما فات ، مع كتاب اخر رائع بطروحاته ولا يخلوا من الغرابة والابداع ، انه كتاب (Digital Sigil Magic) هذا الكتاب الذي يقع بأكثر من 200 صفحة يؤسس لفكرة تناولها سحر الفوضى حديثا قبل سنوات وهي تكنومانسي (Technomancy).

الكتاب يبدا بشكل متسلسل في عرض الفكرة ودور التقنيات المعاصرة والذكاء الاصطناعي ثم يذهب الى توضيح مدرسة سحر الفوضى وأفكار مؤسسها اوستن عثمان سبير الذي كان قد اقترح أنه من الضروري نسيان الطريقة المستخدمة في صياغة الرمز ، لان العقل الواعي يعمل كحاجز، يعيق انتقال النية مباشرة إلى عالم اللاوعي.

من تلك الخلفية الافتراضية لسبير تولدة فكرة التكنومانسي على انها احد الممارسات الحديثة التي تمزج سحر الرموز (المكونة ضمن سحر الفوضى –سيجيل) بالتكنولوجيا الرقمية الحديثة ، وهذه الممارسة لاتتطلب أي برمجة ولاحتى خلفية تقنية ولاتدريبا كثيفا وخاصاً ، انما تعمل بالنية والابداع والرغبة في التفكير بشكل مختلف.

التكنومانسي دخول الى العوالم التكنولوجية المكونة من خوارزميات معقدة هي بالاصل تعمل على تحديد خياراتنا تدفعنا بالنهاية الى ان نفقد السيطرة على مسار حياتنا ، وهنا تأتي التكنومانسي على استعادة تلك القوة الذاتية الكامنة فينا للتخلص من خوارزميات التقنية ولتعزيز نوايانا وخياراتنا

أي استكشاف الواقع كطاقة ، وتنمية القوة الشخصية من خلال فهم العمليات الداخلية والتحكم فيها ، ومن خلال إتقان عالم المرء الداخلي كأساس للتأثير على العالم الخارجي ، لان الظواهر الخارجية هي في نهاية المطاف انعكاسات للحالات الداخلية.

اقتباس

“أصبح التقاء الوعي والتكنولوجيا أمراً لا مفر منه الان ، إلا في حال وقوع كارثة غير متوقعة.
هذا لا يعني أننا نقبل واقعاً جديداً مُحدداً مسبقاً بشكل سلبي ؛ فبصفتنا كائنات متعددة الأبعاد ، نمتلك القدرة على التأثير في عالمنا الموضوعي من خلال تجاربنا الذاتية ، يمكننا تشكيل هذا التحول العميق وفقاً لشروطنا.” انتهى