موضوع الاسلاف الذي اتناوله هنا كملاحظات مجتزئة احاول فيها من خلال المقارنة ان ارصد التداخل بين الفكر القديم وبعض الاديان والذي فيه فكرة الاسلاف لكن باصطلاحات متباينة في ظاهرها مترادفة في باطنها.
تبجيل الاسلاف ممارسة تتضمن احترام وتخليد ذكرى من رحل من الاهل والاقارب ، لكن التبجيل يختلف كظاهرة وممارسة بين المجتمعات ولكنه بالنهاية يجسد الاعتقاد ان المتوفى يبقى موجوداً بشكل يسمح له بالتأثير على حياة الأحياء ، تشمل أعمال التبجيل تلك صيانة القبور ، وتقديم الطعام -الصدقات- أو طلب الإرشاد من الراحلين ، ويعد تبجيل الموتى تعبيرا حيوياً عن التراث الثقافي والذاكرة المجتمعية في فهمها للروابط العائلية ، باعتبارها العلاقة الدائمة بين الأحياء وأسلافهم.
قبل دخول المسيحية في اوربا كانت جملة من الافكار والاعتقادات الوثنية موزعة بين المجتمعات والبلدان منها السلتية او النوردية او التداخل السلافية في بعض الاجزاء التي على حدود اسيا فكان من نظامها الاعتقادي هو تبجيل الاسلاف ، ولكن الاشكال هنا يتعلق بمصطلح اخر استبدل عن الاول فتبجيل الاسلاف ، يعرف ايضا -غالباً -بعبادة الأسلاف ، وهذا يحتاج الكثير من العينات لدراستها وفهمها.
واجهت المسيحية ارثا كبيرا لدى الاقوام في اوربا وهنا عملت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية على استبدال فكرة تبجيل الاسلاف التي كانت منتشرة في الثقافة الاوربية القديمة -الرومانية والسلتية والجرمانية والنوردية- بما يتلائم والفكر المسيحي الى تبجيل القديسين باعتبارهم رسلاً بين الناس والله وهذه برأي كانت اسقاط لفكرة تبجيل الاموات في الوثنية الاوربية ولا يزال تبجيل الموتى مرتبطاً بشكل شائع بالمسيحية ، حيث يحتفل الكاثوليك الأوروبيون بعيدي عيد جميع القديسين وعيد جميع الأرواح.
كذلك الامر ينطبق على الدين الاسلامي ومعالجته للفكر الوثني -الجاهلية- الذي كان جزء منه (تبجيل الاباء والاجداد) كما ورد في القرآن ، ومن ثم تحويل الفكر الروحي الوثني الى صيغ اكثر اتساقا وتنظيما بفكرة القبور والاموات على انهم سابقون ونحن لاحقون وانهم لايضرون ولاينفعون ، لكن بنفس الوقت شدد على عدم اهانة القبور وعلى المرور بسكينة واحترام فيها وعلى القاء السلام باعتبارهم يسمعون بالرغم من انهم في دار برزخية مختلفة ، وعلى احترام الاموات من تغسيل وتكفين ودفن ووداع لائق وكأنهم احياء.
ربما هذه او غيرها دفع تيار العرفانية الاسلامية ليستل بتأويلاته وتشعبه في فكرة الولاية والاولياء وجعلها مركزية كانت اسقاطا لنوع من الفكر الاسلافي الذي ينقسم الى نفس التقسيم القديم وهو:-
١- الاسلاف بالدم
٢- الاسلاف غير البيولوجيين
باعتبار ان لهم دور متصل بالمركز ، لكنه غير فاعل بذاته انما ينضوي تحت راية التوحيد ليتخلص من اي اتهامات وطعونات توجه له ، اما الاسلاف بالدم فهو الجزء النسبي العائلي للفرد المتصل بالسلالة المحمدية واما الاخر فهو الانتماء الطرائقي بالسير على نهج احد الاولياء.
والى هنا انهي ملاحظاتي وتصبحون على خير🙏
ملخص المنشور
- قبل دخول المسيحية في اوربا كانت جملة من الافكار والاعتقادات الوثنية موزعة بين المجتمعات والبلدان منها السلتية او النوردية او التداخل السلافية في بعض الاجزاء التي على حدود اسيا فكان من نظامها الاعتقادي هو تبجيل الاسلاف ، ولكن الاشكال هنا يتعلق بمصطلح اخر استبدل عن الاول فتبجيل الاسلاف ، يعرف ايضا -غالباً -بعبادة الأسلاف ، وهذا يحتاج الكثير من العينات لدراستها وفهمها.
- ١- الاسلاف بالدم.
- ٢- الاسلاف غير البيولوجيين.
اكتشاف المزيد من شريف هزاع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

