لا أرى ان المصنفات العربية السحرية كانت ناطقة بلسان مدرسة سحرية متكاملة وحقيقية ، فكل الطروحات التي جاءت فيها كانت انتحالاً عن المدارس السابقة لها فهي لاتعدوا ان تكون تعريباً للمدارس الهندية واليونانية واليهودية ، وحين يكون لها اجتهادها سيكون ضمن مدار لايخرج عن اصل المدرسة الذي اخذ منه النص المجتهد فيه ، وفي قسم من اروقتها تتناثر فيه مجموعة متنوعة من تقاليد وأفكار المتعددة ألاخرى كانت قد صنعتها البيئة الاعتقادية والفلكلورية للكاتب وهذا بين ، فيمكننا ان نأخذ احد المؤلفات من افريقيا وشمالها واختلافه عن اخر كتب تحت ظلال قرطبة والاندلس او العراق.
حين نراجع المرتكزات التأسيسية التي اقامتها المدرسة السحرية هذه ضمن بناءها لوجدنا انها حين أدرجت مبدا التكسير العددي والاقلاب الحرفي والجذر الرقمي كان في حقيقته يعود بالكامل الى اليهودية ومن الكابالا حصرا التي تنطلق منها واليها ، برؤيتها وتحليلاتها وهي (الجيمترايا والنيطريقون) أي التكسير العددي كان منصباً على تحليلاتهم واستخداماتهم للحرف العبري ، والاستنطاق الحرفي للعدد او العكس المستخرج يستند الى النص التوراتي ، والمدرسة العربية لم تفعل سوى استبدال النص التوراتي بالنص القرآني لكن بنفس أدوات الاستخراج ووفق نفس المنهج اسمته تكسيراً عددياً او غيره ، ولكنه كان تعريباً لمصطلح الجيمترايا او النوطريقون لا اكثر ، ثم تتشعب طريقة العدد والتكسير لتدخل في نظام الاوفاق العددية او الحرفية وهي بالأصل ترجع الى المربعات السحرية الرقمية للفيثاغورية .
من نفس مبدأ التكسير ذاك ولد منهج سمي (الجفر) باعتباره يملك تأصيلا عربياً إسلامياً ترجع اصوله للخليفة الرابع لكنه لم يكن سحرياً مطلقاً بل أداة تنبؤيه مستقلة لا تقترب من السحر لا من بعيد ولا من قريب ، لكن الجفر نفسه المؤسطر او المشرعن عقائدياً او باطنياً على انه عربي إسلامي اصيل ، لايمكن العمل به دون النظام الحرفي بجمع وتكسير وتوزيع والتقاط للمحصلة كلوحة مصفوفة من الاحرف ، أي ان ادواته بالأصل ليست عربية ولا إسلامية انما هي ضمن نفس ماذكرنا اعلاه وهذا كفيل برد تلك الدعوى.
المرتكز الاخر هو صناعة الطلاسم والذي استبدل فيه جملة الرموز القديمة والاحرف غير العربية ، بالحرف العربي ، لكنها أبقت بعض الرموز ثابتة حتى بعد محاولتها للتأصيل ، وبقاءها هذا الجزء اليسير يعتبر دليل طعن في اصالتها لأنها لم تتخلص من التركة السابقة لها ولم تستطيع طمسها ، بل بقيت ضمن بنود عملها مع تحويل عاطفي في اسقاطه كتبرير و تفسير ، كما فعلت بيهودية الخاتم السحري واسمته (الخاتم السليماني) نسبة لسليمان فهنا تريد التخلص من تهويد الأداة باسقاط إسلامي.
اصل بعد هذا الى الاستنطاق الروحي للجمل بإضافة لازمة حرفية التي لم تقدر ان تتخلص من الأثر اليهودي وهو تذيل التكسير الحرفي بالأملاك التي تنتهي بـ(ايل) على وزن أسماء الأملاك العلوية التي تنتهي بإيل، اما عملية الاجتهاد التي يعتبرها البعض ذات اصالة او اقل انتحالاً هي الحروف وروحانيتها السحرية لكنها من حيث الجذور سبقها الحرف العبري والمحاولات التي اتخذتها لم تكن الا تقليداً لما سبقها، فاليهودية تعتبر ان الحروف العبرية مقدسة وذات ابعاد ميتافيزيقية عميقة ترجع بنا هنا الى النوطريقون والجيمترايا والى الاستنطاق والتذيل الحرفي وفق المبدأ العلوي او السفلي.
لو انتقلنا الى البناء المشيد حول السحرية الكوكبية والتنجيمية التي افرد لها باباً مستقلا في المصنفات تلك لوجدناها غير عربية بالكامل كمنبع او أصول انما هي مبدأ يوناني بالدرجة الاساس الذي انتحلته عن البابلية بالكامل ولكنها صاغته باللغة اليونانية فكانت ناقلة لها وليست اصيلة فيه ، وقد تعمدت بعض الكتب الى ارجاعها الى الصابئة الحرانين ونظام الهياكل الكوكبية في حران ولتأصيلها هنا ضمن بيئة قريبة ، الا ان بعضهم كانوا اكثر تصريحاً في قولهم انها ترجع الى اليونانية.
بالرجوع الى عدم الاصالة في المدرسة في اتخاذها فكرة الاوفاق بعد ان تبين فيثاغوريتها ، هناك دلائل اثارية ان فيثاغورس في كثير من آرائه لم يكن اصيلا وان البابلية سبقته بقرون فكان الانتحال هنا مركباً عربي –يوناني- يهودي – بابلي ، بالرجوع كراصد للمدرسة اليهودية التي تعتبر في نظري انتحالا وسرقات من البابلية اجد انها اختلقت وأقيمت واسست نفسها من سرقات حدثت ابان السبي البابلي دينيا او عقائدياً وسحرياً ، حتى في سبتهم وشمعدانهم وكثير من طقوسهم كانت بابلية وليست توراتية او هارونية كما يدعون ، وهذا جزمت فيه وكشفته الادلة الاثارية والتاريخية.
لا اريد ان اقلل من مكانة او شأن الطروحات السحرية العربية انما انا عرضت فقط ما ينفي ان نعتبرها مدرسة مستقلة واصيلة ، وربما الكتابات التأسيسية تعيننا للرجوع لإثبات الهوية
لا اجد اقدم من أفكار الفيلسوف العربي الكندي (185هـ – 256 هـ) في اراءه حول السحر والاعمال الروحانية ، ثم يليه بعض المخطوطات التي نسبت للفيلسوف الكبير ابن سينا ( 370 هـ – 427 هـ) في هذا الشأن ، وكما نعلم فالمصنفات الكبرى الناطقة بالعلوم السحرية جاءت بعد الفلاسفة الكبار وولدت بعدهم بقرون ، وهنا نجد ان الكندي الأقرب هنا للنظام البيئي والاعتقادي للمنطقة العربية ، وبالامكان ان نعتبر اراءه حول السحر وتفسيراته تقربنا من معطى واحد هي (الارواحية العربية) التي وسعت لدى المتأخرين بتحويلها الى نظام سحري ، لكنها جاءت كلها بأدوات لم ليست عربية ولا من نتاج العقل العربي ، فالارواحية العربية القديمة نظام اعتقادي بسيط لايملك مقومات النهوض كمنهج سحري انما لايخرج من كونه فلكلور واعتقادات خرافية ، لا ترتقي الى منهج ومدرسة متكاملة في السحرية العربية.
رجوعا لما مررنا به اندفع بالقول ان الأثر العربي قديماً او حديثاً ليس الا جملة من المجتزئات البابلية الذي تحول الى الشتات هنا وهناك بعد اندثار المدرسة السحرية البابلية وتوزع ارثها كغنائم اقتسمته اليونانية واليهودية بالدرجة الكبرى ، اما تأثيرات المدرسة الهندية ذات التفرد والعراقة في المدرسة العربية فكانت تنصب في عملية البناء التأسيسي او الفلسفي للمدرسة وتكوين صورة عتيدة لها ولم يكن الاقتباس من الهندية تطبيقياً بالمعنى الكامل ، انما فلسفي من تبويبات او تصنيفات ، سيما انها اخذت منها المبادئ الكبرى دون التطبيق ، لان الهندية تعتمد بالكامل على التنجيم الفيدي في كل تطبيقاتها واعمالها وليس هناك أي مصنف سحري عربي يتكلم وفق هذا المنهج الهندي انما تأخذ بالتطبيقات اليونانية ، فالتنجيم الفيدي الهندي مختلف جملة وتفصيلا عن مدرسة التنجيم الغربية الذي يرجع الى اليونانية ، المدرسة الثالثة التي تتأرجح بين اثبات او نفي هو المؤثرات الآرامية في البيئة العربية وثقلها الروحي الذي تميزت به تنوعاً حسب البلدان والتقاليد والاعتقادات ، واقصد هنا الدور الذي لعبته النبطية التي لانعرف عنها شيء الا ما نقله لنا ابن وحشية (توفي في 291هـ) ، فهل كان لها حضوراً واضحاً في طيات الكتب العربية السحرية كما يدعي البعض؟.
النبطية السحرية نفسها وان كانت ترجع الى الآرامية كما نقلها لنا ابن وحشية ، قال انها كلدانية ولم يشير الى آراميتها ، هذا ما قاله بلسانه في كتابه (الفلاحة النبطية) لكن الدراسات الحديثة وربما الألمانية منها على وجه الخصوص بينت ان نص ابن وحشية وكتابه لم يكن الا ترجمة لنصوص آرامية فقد مصدرها الأصلي الذي اقتبس منه ، واعتقد ان هذا الطعن يقدم لي املاً ان اضع الخطوط العريضة للمدرسة العربية انها ذات جذور حقيقية مستقلة في القسم الارامي منها ، لكن للأسف ليس هناك أي شكل متكامل للآرامية السحرية في كل المصنفات السحرية التي اطلعت عليها ، كما اليهودية او اليونانية الواضحة المعالم في كل تلك الكتب.
الفلاسفة الكبار لم يكن لهم مصنف مستقل ومتكامل في الآراء السحرية التي يفسرونها او يحللونها ، وهذا ما يلزمني بالبحث عن الدور الريادي في تكوين مصنف متكامل للمدرسة العربية او محاولة تأسيسها ، وهنا ليس غير البوني (520 هـ – 622 هـ) باعتباره الأشهر في هذا المجال ، فقد كانت مساعيه واضحة في تأصيل او تعريب واسلمة العلوم السحرية كما جاء في مصنفه الشهير (شمس المعارف الكبرى) فكان لابد للبوني من ان تكون له ارضية يستند عليها في تلك المساعي –تأسيس المدرسة العربية السحرية- فاعتمد على الشعرية والسجع العربي والتصوف في رؤيته الانفتاحية للأسماء الالهية والصفات وروحانية الاحرف متميزاً بالطرح الموسوعي الكبير في كتابه ، فكان الثقل الكبير هو ان يركن الى الرؤية الروحانية للحرف والاسم الإلهي ليؤسس من هذا ملامح المدرسة ، ثم ينتقل بعد التنظير الى التطبيق ليتخذ من الشعرية مرتكز ولكن دون الخروج من الدائرة الإسلامية ليعلن ان المنظومة الشعرية التي يدور حولها كتابه شرحاً وتفسيراً في (منبع اصول الحكمة) ينسبه ايضاً لعلي بن ابي طالب كما الجفر ، ولكن المثير دخول الأسماء المعجمة غير العربية في تلك المنظومة ، محاولة منه لتأصيل الأصل انه عربي او إسلامي معترفاً ان هذا سرياني وذاك عبري كما نوه هو ، ولكن حسب ما توصلت له حتى الان لا يوجد مرجعية للكلمات التي قال انها سريانية او عبرية وربما نتفاجأ يوما بالمستقبل ان الكلمات التي اعتبرها البوني سريانية او عبرية تملك ابعاداً سحرية وروحية لم تكن كذلك.
بنظرة سريعة لو عقدنا مقارنة بين طروحات المجريطي (338 هـ – عام 398 هـ) في كتابه (غاية الحكيم) لوجدنا انه بالكامل ينتمي الى المدرسة اليونانية ويأخذ بأفكارها وتنظيمها الفلسفي وحبكتها التأويلية وهو لم يؤسس سحرية عربية ولم يسعى الى هذا كما البوني ، لكن الأخير حول تلك الرؤى والتأويلات الى صبغة عربية إسلامية لأجل تمريرها على شريحة اكبر ذات شعبية وتأثير ، فكتابات المجريطي تتسم بالبناء الفلسفي والتنظيم الدقيق واكثر اكاديمية وهي تكاد تكون بهذا اقل تداولا من طروحات البوني.
كل ما كتبته الان كان مجرد أفكار وظنون تجعلني امام معطيات كثيرة تستوقفني في ارض الشك ، التي جعلتني اعتقد ان المدرسة العربية بما قدمته كان مكون من أجزاء غير عربية ، وانها لا تملك معايير مستقلة لبناء مدرسة متكاملة ، واني اراها الان كما لو انها كتاباً واحداً فيه فصول كثيرة ، كلها نقلاً وترجمة عن لغات اخرى ، وكل المحاولات القديمة او الحديثة كانت انتحالاً من تلك الأصول ليس الا.
ملخص المنشور
- الفلاسفة الكبار لم يكن لهم مصنف مستقل ومتكامل في الآراء السحرية التي يفسرونها او يحللونها ، وهذا ما يلزمني بالبحث عن الدور الريادي في تكوين مصنف متكامل للمدرسة العربية او محاولة تأسيسها ، وهنا ليس غير البوني (520 هـ – 622 هـ) باعتباره الأشهر في هذا المجال ، فقد كانت مساعيه واضحة في تأصيل او تعريب واسلمة العلوم السحرية كما جاء في مصنفه الشهير (شمس المعارف الكبرى) فكان لابد للبوني من ان تكون له ارضية يستند عليها في تلك المساعي –تأسيس المدرسة العربية السحرية- فاعتمد على الشعرية والسجع العربي والتصوف في رؤيته الانفتاحية للأسماء الالهية والصفات وروحانية الاحرف متميزاً بالطرح الموسوعي الكبير في كتابه ، فكان الثقل الكبير هو ان يركن الى الرؤية الروحانية للحرف والاسم الإلهي ليؤسس من هذا ملامح المدرسة ، ثم ينتقل بعد التنظير الى التطبيق ليتخذ من الشعرية مرتكز ولكن دون الخروج من الدائرة الإسلامية ليعلن ان المنظومة الشعرية التي يدور حولها كتابه شرحاً وتفسيراً في (منبع اصول الحكمة) ينسبه ايضاً لعلي بن ابي طالب كما الجفر ، ولكن المثير دخول الأسماء المعجمة غير العربية في تلك المنظومة ، محاولة منه لتأصيل الأصل انه عربي او إسلامي معترفاً ان هذا سرياني وذاك عبري كما نوه هو ، ولكن حسب ما توصلت له حتى الان لا يوجد مرجعية للكلمات التي قال انها سريانية او عبرية وربما نتفاجأ يوما بالمستقبل ان الكلمات التي اعتبرها البوني سريانية او عبرية تملك ابعاداً سحرية وروحية لم تكن كذلك.
- لا اجد اقدم من أفكار الفيلسوف العربي الكندي (185هـ – 256 هـ) في اراءه حول السحر والاعمال الروحانية ، ثم يليه بعض المخطوطات التي نسبت للفيلسوف الكبير ابن سينا ( 370 هـ – 427 هـ) في هذا الشأن ، وكما نعلم فالمصنفات الكبرى الناطقة بالعلوم السحرية جاءت بعد الفلاسفة الكبار وولدت بعدهم بقرون ، وهنا نجد ان الكندي الأقرب هنا للنظام البيئي والاعتقادي للمنطقة العربية ، وبالامكان ان نعتبر اراءه حول السحر وتفسيراته تقربنا من معطى واحد هي (الارواحية العربية) التي وسعت لدى المتأخرين بتحويلها الى نظام سحري ، لكنها جاءت كلها بأدوات لم ليست عربية ولا من نتاج العقل العربي ، فالارواحية العربية القديمة نظام اعتقادي بسيط لايملك مقومات النهوض كمنهج سحري انما لايخرج من كونه فلكلور واعتقادات خرافية ، لا ترتقي الى منهج ومدرسة متكاملة في السحرية العربية.
- النبطية السحرية نفسها وان كانت ترجع الى الآرامية كما نقلها لنا ابن وحشية ، قال انها كلدانية ولم يشير الى آراميتها ، هذا ما قاله بلسانه في كتابه (الفلاحة النبطية) لكن الدراسات الحديثة وربما الألمانية منها على وجه الخصوص بينت ان نص ابن وحشية وكتابه لم يكن الا ترجمة لنصوص آرامية فقد مصدرها الأصلي الذي اقتبس منه ، واعتقد ان هذا الطعن يقدم لي املاً ان اضع الخطوط العريضة للمدرسة العربية انها ذات جذور حقيقية مستقلة في القسم الارامي منها ، لكن للأسف ليس هناك أي شكل متكامل للآرامية السحرية في كل المصنفات السحرية التي اطلعت عليها ، كما اليهودية او اليونانية الواضحة المعالم في كل تلك الكتب.
- اصل بعد هذا الى الاستنطاق الروحي للجمل بإضافة لازمة حرفية التي لم تقدر ان تتخلص من الأثر اليهودي وهو تذيل التكسير الحرفي بالأملاك التي تنتهي بـ(ايل) على وزن أسماء الأملاك العلوية التي تنتهي بإيل، اما عملية الاجتهاد التي يعتبرها البعض ذات اصالة او اقل انتحالاً هي الحروف وروحانيتها السحرية لكنها من حيث الجذور سبقها الحرف العبري والمحاولات التي اتخذتها لم تكن الا تقليداً لما سبقها، فاليهودية تعتبر ان الحروف العبرية مقدسة وذات ابعاد ميتافيزيقية عميقة ترجع بنا هنا الى النوطريقون والجيمترايا والى الاستنطاق والتذيل الحرفي وفق المبدأ العلوي او السفلي.
- بنظرة سريعة لو عقدنا مقارنة بين طروحات المجريطي (338 هـ – عام 398 هـ) في كتابه (غاية الحكيم) لوجدنا انه بالكامل ينتمي الى المدرسة اليونانية ويأخذ بأفكارها وتنظيمها الفلسفي وحبكتها التأويلية وهو لم يؤسس سحرية عربية ولم يسعى الى هذا كما البوني ، لكن الأخير حول تلك الرؤى والتأويلات الى صبغة عربية إسلامية لأجل تمريرها على شريحة اكبر ذات شعبية وتأثير ، فكتابات المجريطي تتسم بالبناء الفلسفي والتنظيم الدقيق واكثر اكاديمية وهي تكاد تكون بهذا اقل تداولا من طروحات البوني.
اكتشاف المزيد من شريف هزاع
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

