تاروت يونغ

في اكثر من دراسة كان للرأي الذي قدمه رائد علم النفس التحليلي ك.غ. يونغ يشكل دعامة هامة في فهم التاروت كنمط من انماط اللاوعي الذي يمكننا استثماره وكتب العديد من الدراسات والبحوث في ذلك نذكر منها كتاب روبرت وانج (Jungian Tarot and Its Archetypal Imagery) وكتاب سالي نيكولس (Jung and Tarot) وغيرها من الدراسات الهامة التي تناولت رؤية يونغ ورأيه العميق في اوراق التاروت الذي اعتبره بوابات اللاوعي وطريقاً لفهم المستقبل ، بالرغم من انه لم يكتب عن تلك البطاقات بالتحديد او يفرد لها فصلا بالشرح والتحليل بأحد كتبه او محاضراته ..
الشيء المثير في رأي يونغ انه يمكن اعتبار أنظمة العرافة ، بما فيها أوراق التاروت، وسيلة لاستحضار التزامن ، بدلاً من انتظار وقوع أحداث متزامنة ، وهذه الجملة تحتاج الكثير من الشرح لانها بالاصل تحاكي الفعل الذي يعتبر ان الحدث الذي قد يقع انه بالاصل نمط في اللاوعي اطر حيثيات وقوعه من حيث الكليات ، فعلم النفس التحليلي يرى ان هذه الأنظمة العرافية هي ضمن التزامنية وهذا رأيه ايضا في كتاب المتغيرات الصيني ، فالتزامنية التي افترضها ونظر لها تنص على ان الأحداث التي تقع بتتابع سريع أو متزامن في الزمان والمكان لا يمكن فهمها فقط من خلال العلاقات السببية المحتملة انما هي شكل من اشكال الأنماط الاصلية  الأولية ، كما يمكن فهمها من خلال دراسة المعنى الذي ينشأ في نفسية المُدرك عند مواجهة هذه الأحداث.

نظرية يونغ عن اللاوعي الجمعي ، تمكن من فهم ارتباطه بالتاروت على انه يشكل رمزية ، واعتبر اللاوعي الجمعي “روح العالم”، حيث تكمن رمزيتنا المشتركة للنماذج الأصلية – النفسية- ، رجوعاً الى رمزية النموذج الأصلي ونظرية اللاوعي الجماعي والتزامنية التي ابتكرها هنا يأتيان على انهم انعكاس رمزي لبطاقات التاروت وممارسته تماماً ، فإذا قبلنا فكرة أن هذه النماذج الأصلية تسكن عقولنا جميعاً ، فيمكن تحديد كل منها بتطبيق رمزية بطاقات التاروت عليها..

وحسب رأي الكاتب بيرني اوكونور الذي أورده في مقاله (Carl Jung: The Mystic Who Discovered Our Inner Tarot Deck) ” اننا نحمل في داخل كل منا مجموعة بطاقات التاروت ، وحين نستخدمها بانتظام ونحفظها ، نتمكن على الأرجح من إطلاق العنان لثروات عقلنا الباطن بطريقة منظمة، مما يؤدي إلى فهم أعمق لآليات ذاتنا الداخلية وتنمية قدراتنا الحدسية.”